تابعت الحملة عبر مواقع التواصل الاجتماعي التي نفذت ضد مديرة المدرسة التي رفعت علم الجمهورية اليمنية ودعوات التحريض القبيحة للرد العنيف على ذلك التصرف والتي قام بها عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي المتعصبين غير مقبولة . لا أريد مزايد يعلق بكلام يخالف العقل والمنطق والموضوعية والأسلوب الراقي في الحوار ..
الجنوب .. الذي خرج من أجله الشعب صاحب الارادة الحرة أيام جبروت صالح وحلفائه وقدم التضحيات العظيمة بدون مقابل منذ عام 2007 لم يكن يحمل كمية مشاعر المناطقية العفنة التي نراها اليوم والكراهية للآخر المختلف بل كان هدفه مشروع سامٍ ويحترمه الخصوم ؛ لأنه اتخذ من الحوار منهجاً و مخاطبة الآخر بالحجة ، والانحراف عن النهج السلمي من المتعصبين وفقاً للتوجهات السياسية التي تتعاطى مع كل مرحلة متغيرة سيكون له تأثير سلبي على القضية الجنوبية سيظهر ذلك للمتتبع والقارئ لما قد تحمله الأحداث القادمة ..
لذلك ينبغي أن نبين موقفنا الرافض لكل من يدعو للعنف أو التحريض على أي مواطن باسم الدفاع عن القضية الجنوبية ونواجهه بأن هذا السلوك يساهم في تشويهها واهدار كل التضحيات التي قدمها شعبنا ، وأن عليه أن يلتزم بالنهج المدني السلمي للدفاع عن القضية الوطنية، وأننا لن نقبل تمزيق نسيج المجتمع وترابطه بزعم الدفاع عن الجنوب ودماء الشهداء الذين ان علموا ما يحدث على الارض اليوم لوجهوا لكم لعناتهم لانحرافكم عن الهدف الحقيقي واستغلال تضحياتهم لتحقيق أهداف ومصالح شخصية .
إن لم نستطع احترام نضال السابقين على الأقل نحترم أنفسنا ومبادئنا وقيمنا السليمة ،وأن نتمسك بمبادىء النضال السلمي لنحافظ على كل مكتسب لهذا الشعب دون غيره. ولا ننسى أن صون وحماية دماء الشهداء يكون بأن نسير على ذات النهج والأهداف بروح قوية ونوايا سليمة وأيادٍ نظيفة من كل حق مملوك للشعب أو لمواطن ..
يجب أن نرفض كل قول أو فعل يدفع نحو تمزيق السلام المجتمعي و يدعو للعنف والتطرف باسم القضية الجنوبية قضية هوية، أرض وإنسان .
ومن يريد أن يتعامل مع الوضع هذا بالعنف والتحريض العفن فليذهب لجحيم الحرب في جبهات القتال ويترك الشعب يصارع من أجل الحياة وشبح المجاعة الذي يقترب منه يوماً بعد يوم . يكفي شعبنا ما جلبته له السياسة القائمة من جحيم انساني؛ لأنه ليس لديه دولة حقيقية وقيادة رشيدة تملك زمام قرارها ..
تتحمل جميع القيادات السياسية والعسكرية مسؤولية المرحلة دون استثناء والقادم كفيل بكشف الحقيقة للشعب وله أن يقرر بعد ذلك ..