ألمانيا أعلنت الغلق الشامل والصارم أخيرًا بعد سجال طويل ومارثون علمي، سياسي، اقتصادي خلص في آخر الأمر أن لا شيء يصلح إن فسدت الصحة. السويد التي لم تطبق في الموجه الأولى نموذج الإغلاق وكانت من بين دول قليلة في العالم تمتلئ أسواقها وتمارس فيها حياة طبيعية مع نسب إصابات ووفيات قليلة حيرت الجميع، ها هي اليوم على أعتاب كارثة طبية، عنونت الصحف البارحة : ستوكهولم تضبط المنبّه، وساعة الخطر تدق مع امتلاء المستشفيات. هولندا يناقش فيها اليوم فرض إعلان إغلاق ثاني صارم بعد أن وصلت حالات الإصابة الجديدة البارحة لعشرة آلاف مع 17 مليون نسمة. فرنسا كانت قد ترنحت بضربة كوفيدية قوية منذ نوفمبر وفرضت إغلاقًا مبكّرًا، قد يتمدد إلى حين. الأعداد أكبر، الأعراض أخطر، ومعدل انتشار أسرع. في مصر ظاهرة غريبة، الأطفال أيضًا ضحايا الموجة الثانية، الزملاء هناك يقولون انهم يعاينون أطفالًا من عمر الشهر مع أعراض التهاب رئوي حاد، تؤكده المسحات، هبة راشد القائمة على منظمة مرسال التي تساعد مرضى كوفيد في مصر كتبت على صفحتها إنهم اضطروا لتأجير رعاية مركزة خاصة بالأطفال، خمسة أطفال وضعوا فيها في الساعات الماضية و3 ماتوا قبل أن يتسنى لهم تقديم المساعدة. مصر فيها واحدة من أكبر نسب الوفيات للأطباء في العالم بالكورونا، في شهر واحد خسر القطاع الطبي زهاء 45 طبيبًا نصفهم شباب. في اليمن هناك حالات مسكوت عنها، كتب بسام القاضي الصحفي في عدن عن حالة كورونا مؤكدة في عدن كانت قد سبقتها حالات لعاملين في المجلس النرويجي، أحدهم قال أن أناسًا من أقربائه ظهرت عليهم اعراض التهاب رئوي بعد عودتهم من القاهرة، البعض يتحدث عن ما يشبه مناعة قطيع هي سبب عدم ظهور موجه ثانية عنيفة في اليمن حتى الآن، والواقع يقول أن هناك فواصل زمنية لانتشار الموجة من منطقة عرضية لأخرى، شمال أفريقيا متأخرة عن أوروبا بشهر ونصف، ودور اليمن في توقعاتي التي اتمنى أن تخيب، سيأتي ( معاذ الله) بعد شهر ونصف إلى شهرين من الآن. هذه ليست نظرة متشائمة، لكن المطلوب أخذ الحيطة واستعداد الانظمة الطبية حتى لا تتكرر المأساة.