قال رجل لأبي بكر الصديق رضي الله عنه: لأسبنك سباً يدخل معك قبرك، فقال: معك والله يدخل لا معي. يكثر الشتم والكذب والتلفيق في وسائل الإعلام، ولا يدرك الناس عاقبة ذلك. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الرجل ليتكلم بالكلمة ما يلقي لها بالاً يهوي بها في النار أبعد ما بين المشرق والمغرب".
كذلك آفة النقل وعدم التحري عن مصداقية الخبر، ثم يقال: ناقل الكفر ليس بكافر، والله تعالى يقول: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ".
كثير هم من يشاركون ولو بكلمة في إراقة دماء اليمنين. ما أحوجنا في ظل الأزمات الداخلية والحروب الأهلية. أن يكون ما نقول ونكتب وننقل بمثابة الماء الذي يطفئ النار، وليس زيت يصب على نار الحرب بين إخوة في الدين والدم والوطن.
قد يلتبس على كثير مسألة حرية التعبير عن الرأي. التعبير عن رأي سياسي مختلف لا يعني السب أو الكذب والتلفيق. اختلف الناس فيما هو أعظم، في أمر دينهم. وأعظم ما قيل في هذا قول الإمام الشافعي: "رأيي صواب يحتمل الخطأ، ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب".
الشاعر أحمد الصديق: دماء المسلمين بكل أرضٍ ....تراق رخيصةً وتضيع هدرا وصيحات الأرامل واليتامى .. تفتت أكبداً وتذيب صخرا وليس لهم مغيثٌ أو معينٌ.. كأن الناس كل الناس سكرى
فهل حال النصيحة في وقت الحروب" السكرة" كحال ما ذكر الشيخ عمر العيد؟ أنه اسعف رجل في الطريق واخذه معه بالسيارة، فعلم ان الرجل سكران، نصحه وأعتقد أنه قد تأثر بالنصيحة. فعندما سأل السكران الشيخ عن اسمه، فقال: عمر العيد، رد السكران ايش يقرب لك مصلى العيد؟ ما نفعت النصيحة في حالة السكرة !!!
أسأل الله سبحانه وتعالى أن تفيق الأمة من حالة السكرة التي دمرت العديد من بلادنا العربية ومنها اليمن وازهقت أرواح مئات الآلاف من المسلمين.