في الدول المتقدمة وقبل اي تشكيل حكومي تتنافس الاحزاب والتنظيمات السياسية في السلطة والمعارضة لتقديم برامجها ورؤاها السياسية والاقتصادية للنهوض بالدولة وتتطرق برامجها التنافسية الى الآلية السليمة لتطبيق رؤاها واستراتيجياتها التي يتم اعدادها من قبل كفاءات سياسية واقتصادية وعسكرية وعلماء متخصصين في كل المجالات التي تعني بالمواطن والدولة وتقدم تلك الرؤئ الى رئاسة الدولة وتترك لها الاختيار للافضل .في تنافس ديمقراطي هادف وبناء . وفي الدول النامية والفقيرة لا تختلف الآلية عن دول العالم الاول مع الفارق البسيط ان الدول المتقدمة تسعى للتقدم الافضل علميا وتكنولوجيا بما يوفر سبل الراحة والمعيشة الكريمة لمواطنيها . والدول النامية والفقير تسعى في برامجها واستراتيحياتها ان تحقق تقدما ملموسا في حياة شعوبها لتواكب المستوى الذي وصلت اليها الدول المتقدمة . وما ان تصل حتى تجد نفسها انها لم تلحق بركب التقدم والحضارة كون دول العالم الاول قد سبقتها الى حالة من الرقي والتكنولوجيا المتقدمة . والامر المتفق عليه هو ان كل الدول تستمر في سيرها نحو العالم الافضل والاجمل والانفع للمواطن . ما جعلني اتطرق لذلك هو الاعلان اليوم عن التشكيل الوزاري في بلادنا الذي جعلني اقف امام كل اسم ورد في التشكيلة الحكومية وقرآءة السيرة الذاتية لكل وزير اقتنعت به الرئاستين وصدقت عليه . نحن في اليمن متميزين عن سائر العالم فلسنا مثل الدول المتقدمة في تقدمها وآلية عملها ولسنا كتلك الدول النامية التي تمتلك الطموحات والاهداف والامال في الرقي والتقدم نحو غد افضل . فالقارئ البسيط للتشكيلة الحكومية سيدرك من اول وهلة انه امام عبث وتلاعب وضحك وهطل عقلي في كل المجالات واليكم بعض الدلائل على ذلك الهطل. اولا : صياغة القرار الجمهوري دليل على الهطل الاداري الذي تعاني منه الرئاستين الحكومة والدولة فالمتعارف عليه في ديباجة القرارات المرتبطة بالتشكيل الحكومي ان من يوقع عليه هما رئيس الحكومة المكلف بالتشكيل الوزاري ورئيس الدولة الذي اصدر قرار من سابق بتكليف رئيسا للوزراء وتشكيل الحكومة .وعندما يقدم التشكيل الوزاري للرئيس من قبل المكلف بتشكيل الحكومة يكون متظمنا اسماء الوزراء ومام كل اسم تسمية الحقيبة التي تم تكليفه بشغلها وفي نهاية القرار يتم التوقيع عليه من رئيس الحكومة المكلف في اسفل اقصى يمين القرار وفي اسفل اقصى اليسار يوقع رئيس الدولة بعد المادة الاخيرة منه التي تنص على ( يعمل بهءا القرار من تاريخ صدوره وينشر في الحريدة الرسمية ) ولا يتم ذكر اسم رئيس الحكومة في قائمة الاسماء الواردة في قرار التشكيل والاعلان الحكومي. لكن انت في اليمن والبلاد في حرب كما قال السيد عبيدان . ثانيا : تغييب المرأة في التشكيل الوزاري المعلن عنه اليوم دليل آخر على الفكر الاقصائي العقيم الذي تتمتع به النخب او من يسمونهم صناع القرار في البلاد .فمن الظلم والاجحاف بحق المرإة تغييبها عن التشكيل الوزاري فلا نالت نسبتها وفقا للكوتا ولا حتى ثلث الكوتا.ماعليش فلكل مرحلة رجالها ولم يقل نسائها . والبلاد في حرب يا ابو رجيل . ثالثا : نعلم ان التشكيل الوزاري يراعي كثير من الامور منها الكفاءة والرؤية والخلفية السياسية والثقافية للشخص والانتماء السياسي والحزبي وكذلك يراعي تمثيل المحافظات وهذا الاهم . وتغييب اقليم تهامة التي تشكل ربع سكان اليمن من التشكيل الحكومي دليل آخر على الهطل الفكري عند الرئاستين .فلاول مرة في تاريخ اليمن الحديث يتم اقصاء تهامة في التشكيل الحكومي وهي سلة اليمن الغذالية والمرجعية العلمية والثقافية والدينية والاقتصادية لليمن منذ عقود بعيدة . فنستغرب ذلك التغييب المتعمد للمرأة ولاقليم تهامة فأي عقلية اقصائية تحملها الرئاستين الحكومة والدولة . ولما كان ذلك كذلك فإننا سنستمر في تفردنا وتغريدنا خارج عن سرب التقدم والرقي والحضارة وصناعة الغد المشرق للمواطن . لان قيادة الدولة تعتمد في تسيير عملها على سياسة ارضاء اشخاص وجماعات استقوت عليها ودول جردتها من ادميتها ووطنيتها وجعلتها لعبة في اياديها تشغلها بزر وتطفئها بزر وتحطمها بعُصي متى ما اكتفت من رقصها وقفزها . وهي صاغرة ذليلة