عبدالرحمن الرياني استبعاد المهندس أحمد الميسري عن التشكيل الحكومي الأخير يأتي ضمن سلسة إجراءات قسرية لإقصاء الوطنيين عن مراكز القرار ، الميسري ليس وزيراً عاديًا أو شخصية سياسية ممن عرفتهم الحكومات المتعاقبة ، الرجل يمثل تياراً سياسيًا وطنيًا بدء بالتشكل بفعل المعاناة والويلات التي يعانيها اليمن جراء التعامل معه بفوقية وعنجهية وبعقلية الوسيلة. الميسري تيار جارف يمتد على الخارطة اليمنية ، هو لايمثل نفسه كوزير سابق أو لاحق أو حتى رئيسًا للحكومة ، هو أكبر من ذلك بكثير ، حالة متفردة ورمزوطني شمالاً وجنوبًا ، من الصعب أن تصنع تياراً وطنيًا في ظروف الوصاية الأجنبية وشراء الذمم وتساقط الرؤوس والوجاهات وقيادات الأحزاب الواحد تلو الآخر ، ومن المستحيل أن تخرج على النص في ظل حالة واضحة من إستلاب الإرادة وإنحراف النخب السياسية ، لكن الميسري استطاع أن يفعل ذلك وهذا ماجعل الرجل يحتل المكانه التي يستحقها في المشهد السياسي كمنقذ وكخيار وطني للغالبية العظمى من اليمنيين. لسنا مداحين أو ماسحي جوخ نحن منحازون ليمن مستقل بعيداً عن الوصاية وبعيداً عن العمالة ، ما قدمه الميسري كروح وطنية وكأداء لسياسي وطني استشعر المخاطر والتحديات التي تواجه اليمن يجعلنا ننحاز للرجل كمجموعة قيم وطنية ، لقد كانت القراءة خاطئة جداً من قبل الرئيس هادي وهو بقرار إبعاد الميسري عن موقع القرار اسقط عن الشرعية آخر رجالها الأقوياء ، حكومة مفصلة بلا روح تفتقر إلى الصوت القوي الذي يحفظ ويحافظ المهابة وينتصر لقضايا الوطن ، الرجل الثائر كان حالةً استثنائية متقدمة تعبر عن ضمير وطني مثله في ذلك مثل إبراهيم الحمدي وسالم ربيع علي وفرج بن غانم. نموذج للضمير الوطني الحُر النزيه الذي لايساوم على الثوابت والمبادئ الوطنية ، ومع كل ماجرى ويجري نستطيع القول أن حالة الإصطفاف الوطني التي استطاع الرجل أن يوجدها كقائد شاب للمرحلة ولّدت لدينا مشهداً رائعًا بات خطاً وعنوانًا عريضًا للمرحلة القادمة وأهم ما يمكن فهمه وإستيعابه للمرحلة القادمة هو أن الرجل أسس ولأول مرة في سنوات الحرب ما يمكن توصيفه الحزب والتكتل والتنظيم الجماهيري الأوسع في اليمن وفي كل المحافظاتاليمنية وعلى إمتداد الخارطة تيار أقوى من كل التيارات وتنظيم وطني شعبي فاق وتجاوز الجميع ولهذا نقول انتظروا قادم الأيام فهي كفيلة أن تصنع من قلب المعانات الإستقلال والقرار الوطني ، السيادة ،تحرير الأرض وبناء الدولة .