توقف العملية السياسية وفشل المفاوضات بين الفرقاء السياسين سيؤدي إلى تفكيك النسيج المجتمعي وسوف يوفر فرصة سانحة لعمل التنظيمات الإرهابية التي ستجعل من بلادنا ساحة لتصفية الحسابات والسعى إلى شد الأواصر وتعميق التفاهم بين ابناء المجتمع،سيفوت الفرصة على المتربصين به وسيسهم ولو مؤقتا في تجنيب اليمن المزيد من الانزلاق في الفوضى،وهذا هو السبيل الوحيد للمضي قدما نحو سلام دائم في اليمن،وللمرأة اليمنية جهود جبارة في الدعوة إلى السلام فمنذ اندلاع الحرب قبل ست سنوات نالت المرأة النصيب الأكبر من الأذى والمضايقات والاعتداءات ومن الصعب عليها وسط هذا الكم الكبير من المشكلات والبحر الهائج من الفوضى وانعدام الامن وتفشى العنف والجماعات المسلحة أن تخدم مجتمعها وليس هذا فحسب بل أن ثقافة مجتمعنا القاصرة تجعل من المرأة "حبيسة المنزل ولا يحق لها أن تعمل ويتكفل ذكور الأسرة بتوفير احتياجاتها"شكلت حجر عثرة أمامها"رغم أنها صاحبة دور كبير وريادي في عملية التنمية والبناء والتطوير تماماً كأخيها الرجل..! حين نتحدث عن المرأة يجب أن نشيد بها وبدورها الكبير ودعواتها المستمرة لكل اطراف الصراع بأن اطفئوا نار الكراهية بماء المحبة وعالجوا الأحقاد والخصومات بالتفاهم والأحترام والسلام في طول وعرض اليمن شماله وجنوبه،لهو دليل على إيمانها العميق بأهمية السلام والتعايش والبعد عن العُنصرِّية والتعصُّب والغاء الاخر فهي ومنذ نشأتها كرست حياتها لأجل ارساء قواعد العيش المشترك والحياة الجماعية الفاعلة والاخوة المتماسكة،وما معاناة وتضحيات المرأة اليمنية الا البدايات التي خلقت منها امرأة أصيلة قوية صابرة تزهر بالعطاء والحب في كل زمان ومكان فكانت المعلمة الناجحة والسياسية البارعة والمهندسة المتمكنة مشكله بذلك تاريخ ناصع يجعلنا نقف احتراما وتقديرا لها،وعدم وجود إيمان حقيقي بها وبدورها،وتجاهل مطالبها ومحاولة إظهارها بأنها غير قادرة على القيادة وتحمل المسؤولية في رسم ملامح الدولة المدنية الحديثة دولة الحرية والكرامة والعدل والمساواة التي تحلم بها ما هو الا نتيجة لقصور في الوعي السياسي لدي النخب الحاكمة فعدم اعطائها الفرص المناسبة لكي تشارك في مراكز صنع القرار باعتبار ذلك حق من حقوقها التي كفلها الدستور والقانون سيؤدي إلى فشل اى توافق سياسي يمني قادم ويجعلها عاجزة عن خدمة مجتمعها وغير قادرة على تخطى الصعاب التي رافقتها خلال السنوات الماضية ولن يكون هناك استقرار وصلاح للمجتمع اليمني الا بمشاركتها في الحياة السياسية..!