اكتست عدن بوشاح الجراح والهموم وكأنهم اجتمعوا على أن تحويلها إلى جحيم مستدام، ما إن دنت من أمل حتى تفيق لصدمة أخرى غير متوقعة وكأنها تعيش فصلا جديدا من أسطورة سيزف الذى ما أن يصل بالصخرة إلى قمة الجبل حتى تسقط من جديد ليعيد الكرة وتعانى فصلا من العذاب الذي لا ينتهى، وجاءت انفجارات المطار والمصحوب ببصيص من الفرج لتدمى قلوب محبيها اللذين يبكون من صميم الأعماق، أنتي التي كنتي دوما رمزا للحب والجمال والتفائل . حتما سينجلي الظلام وستنهضي يوما من كبوتك برغم حقدهم الدفين على أهلك المكنون في قلوبهم ، فالتاريخ علمنا أن عدن عصية على كل ظالم ، فجبالها الصامدة وبحرها يلفظان كل شواذ الدنيا . فمشاهد انفجار المطار لن تمحى من الذاكرة بكل سهولة، أعتقد أن سكان عدن خاصة وأبناء الوطن عامة،لن يتعافوا لسنوات من هول مشاهد الدمار التي شاهدوه ظهر اليوم . فالحصيلة الكبيرة لضحايا الانفجار من القتلى والمصابين والمرشحة باستمرار للزيادةحتما ستجعلهم لحمة واحدة لمجابهة عدو الله وعدوهم الذي تطاول باستمرار بين الحين والآخر لغزو أرضهم الطاهرة ، واللافت للنظر أن الحادث وقع بعد الإتفاق الذي عولت عليه أبناء الوطن من مختلف مكوناته لخروج البلد من القمقم والنفق المظلم . فالموجة الإنفجارية الهائلة طالت عنان السماء، تلك التي شهدهاصالة مطارعدن تشابهت فى شكلها مع الموجة الانفجارية التى خلفتها العمليات الإرهابية في كل مواقع الوطن التي مستها يد الارهاب، لتشكل سحابة سوداء اللون ونيران وبعدها سماع صفارات الإنذار ، حجبت شمس النهار لبعض الوقت فى مشهد مروع لا يختلف كثيرا عن الجحيم الذى طالما سمعنا به ولم نره من قبل حتى أصبح حقيقة واقعة أمام أعيننا في انفجار مطار عدن. لابد من شفافية في التحقيقات وبأسرع الوقت؟ وبعيدا عن المسئول الرئيسى في هذا الحادث غير المسبوق فإن عدن بحاجة اليوم أكثر من أي وقت مضى لالتفاف شعبي ودعم رسمي عربى ودولى حتى يخرج من محنة التفجير الذى ضاعف من معاناة بلد يصارع الكثير من الأزمات الداخلية والخارجية التي جعلت منه على الدوام وطنا في محنة.