قبل سنوات كان يسمى البلد السعيد والمستقر والآمن، أما الآن فلا تجد السعادة على كثير من الناس فيها، ولا الأمن والأمان الذي لطالما افتقده أهلها، اليمن الذي لا يخلو من الأزمات والظروف والدمار، عانى منه شعبه على مدى سبع سنوات ولم يرى فيها إلا الجوع والفقر والتشتت والضياع الذي سببته الحرب. فيروس كورونا في عام 2020 العام الذي عانى منه العالم أجمع من فيروس كورونا المستجد الذي بدأ من مدينة ووهان الصينية وانتشر إلى الدول الأخرى ومنها اليمن الذي سجلت فيه أول إصابة بالفيروس في العاشر من أبريل في محافظة حضرموت، وتلتها عدة إصابات ووفيات جراء ذلك، وكان حينها البلد يعاني من أسوأ أزمة إنسانية في العالم زاد كورونا مخاوفها من تفاقم الوضع السيئ في البلاد. فيضان سد مأرب شهد اليمن في هذا العام فيضان لسد مأرب التاريخي جراء السيول الجارفة وبسبب ذلك خاف الناس من إحتمال انهيار السد وزيادة مأساتهم مآسي أخرى، إلا أن الفيضان لم يمر بدون أن يسبب أضرار مادية في المنازل والمزارع في محافظة مأرب، وشهد أيضا أمطارا غزيرة وسيولا جارفة في نفس المحافظة وبعض المحافظات الأخرى أودت بحياة العشرات فضلاً عن تضرر الآلآف من الأسر. تدهور سعر صرف الريال اليمن شهد في هذا العام تدهورا تاريخيا في سعر صرف الريال بعد كسر الدولار حاجز ال900 ريال للمرة الأولى، وبسبب ذلك عانى المواطنين من زيادة كبيرة في أسعار السلع والمواد الغذائية، يعتقد كثير بأن تدهور الريال بسبب غياب الحكومة وعدم مبادرة مهامها في البلاد، وفي الأيام القليلة الماضية أعلن عن عودة حكومة الكفاءات التي تم تشكيلها ضمن اتفاق الرياض وأداء أعضاء الحكومة اليمين الدستوري أمام فخامة رئيس الجمهورية أدَّى ذلك إلى تحسن كبير في سعر صرف الريال. استهداف الحكومة في مطار عدن وفي نهاية العام واستقبال عام جديد كانت الفرحة تعم اليمنيين والأمل مصاحبا لهم بعودة الحكومة اليمنية الجديدة إلى البلاد لأداء مهامها، وعند وصولها أرض الوطن وفي مطار عدن بالتحديد تم استهدافها بصواريخ يظن الكثير إنها انطلقت من المناطق المسيطرة عليها مليشيات الحوثي، بحفظ الله لم تصيب الصواريخ أعضاء الحكومة ولكنها إصابت أعضاء في هذا البلد، مواطنين من هذا البلد، محبين لهذا البلد، أودت بحياة العشرات من قاطني هذا البلد من صحفيين ومواطنين ومسؤلين وبعض الجنسيات الأخرى، لم ترى اليمن يوماً هنيئًا تعيشه بسلام، كان أملها الوحيد بعد الله بحكومتها الجديدة بتغيير وضع البلاد إلى الأفضل، لم يرضِ ذلك أعداء السلام واستهدفوا أهل السلام. انتهت سنة 2020 بحُلوها ومرِّها وهمومها وها نحن نستقبل عاماً جديدا، فهل يضيع أمل هذا الشعب الذي لطالما خابت آماله؟ أم هل تنتظرنا سنوات جميلة قادمة، نعيش فيها حياة مزدهرة ومتطورة وآمنة ومستقرة، حياة خالية من القتل والظلم والفساد والحرب؟؟ أملنا بالله كبير، فتوكلنا على الله.