وداعًا أيها العام ،لقد كنت عام مليء بالأسى، مليء بالتجارب و الآلام. ليس ذلك فحسب .. لقد بهتت فيك ملامحنا، و ذبلت كل وجنة أصبحت كل عين لا تطيق النظر إلى الجهات القريبة و البعيدة و صارت قلوبنا ترفض الانبهار بالفصول الأربعة .. أصبحنا نعلم الكثير و الكثير لا يعلم فينا !¡ حروفنا مبعثرة جدا و كلماتنا تميل للسقوط. لقد كنت عام مليئ بالاحزان، مليئ بالاحداث، مليئ بالخيبات مليئ بالشدة والقسوة، مليئ بكل الحكايا الغامضه .. مليئ بجميع الاشياء التي توصف ولا توصف .. لقد كنت عام أسى وحزن على العالم اجمع .. ربما لم تحصد البشرية من أحزان كأحزان هذا العام، وربما البشرية لم تلعن او تشتم عام مثل هذا العام. لقد كان عام فيه يغاث الناس وفيه يعصرون . بالنسبة لنا نحن كأبناء السابعة عشر والثامنة عشر لقد علمنا بأكثر مما علمتنا به المدارس والكليات والجامعات، أخذنا دروساً منه بمافيه الكفاية .. هذا العام كان على العالم بمثابة سيطرة الحوثي على اليمن، اختلق الاحزان والاوجاع والمآسي والكوارث على العالم كما اختلق الحوثي الاحزان والاوجاع والمآسي والكوارث .. على اليمن، ما إن حلّ بمحافظة او بمكان ما حل البلاء معه وحلت الكوارث معه، طاغية سمٌ قاتل اذا سيطر على مكان ما دمره بأبشع صوره .. سيرحل هذا العام ويتخارج العالم مع رحيله لكنّه سيترك لهم ذكريات تتحدث عن مآسى هذا العام على البشرية على مدَ قرون، وسيرحل الحوثي ويترك ورائه مآسي وأحزان تُذكر على مرّ القرون اوجاع لن تغفر ... فكما رحل هذا العام اليوم وانتظرنا رحيله بفارغ الصبر سيرحل الحوثي غداً وتشرق شمس النصر ومهما طال الليل ستشرق شمس الفجر . باعتقادي لم تمر على العالم اجمع ازمة كارثية صحياً واقتصادياً كأزمة هذا العام، ازمة خلّفت ورائها احزان ومآسي كبيرة نعجز عن وصفها، حتى اننا لم ننتظر رحيل اي عام بهذي العجلة كما انتظرنا رحيل هذا العام ''عام الحزن '' .. لم تكن الحسنة الوحيدة لهذا العام غير انه لمّ شتات الاسر، جمعنا بعزلة عائلية، رجعنا فيه الى الله اعظم رجوع ! قرأنا فيه كُتباً لم نقرأها من قبل .. أهتمينا بصحتنا وغذائنا كأن لم نفعل قط .. لقد كنا حريصين فيه اشد الحرص . نحن نختم ليلتك يا ديسمبر بحكايا الشتاء التي لا تمل، ربما ذلك أجمل ما شعرنا فيه خلال هذا العام .. .