تقرير: عبداللطيف سالمين على وقع انغام الكمان وعزف العود، كان العشرات من المواطنين مع موعد لغسل الاحزان التي عاشوها في الايام الماضية بعد حادثة تفجير المطار، حيث الاجواء الفرائحية والسماء التي تزينت بالالعاب النارية كانت شاهدة على اختتام دار روشن لمعرض الصور الجوي الذي اقيم في فندق اللوتس بمديرية خور مكسر، حيث تزامن موعد ختام. المعرض مع اخر ايام السنة مساء يوم الخميس. هو مسك الختام بأبهى ما يكون، وبعد خمس ايام استمر فيها المعرض في استقبال الزوار من محبي الفن والإبداع البصري. استمتع الحضور بمزيج خلاب من عشرات الصور الجوية التي حلقت بالزوار لاماكن عدة من مختلف ارجاء اليمن، وفقرة موسيقية لعازف العودة احمد فتحي و رفيقه اصيل السبئي، الذان اطربا مسامع الحضور بعزف موسيقي لعدد من الأغاني اليمنية و العربية. ليودع الحضور المعرض بشعلة من الألعاب النارية رسمت شيءً من الفرح و البهجة في وجوه الحاضرين. - يسلط الضوء على أبرز المواقع السياحية والتراثية مشهد فني حلق بالزوار إلى ارتفاع علو المناظر الطبيعية والجبلية والساحلية جنوبي اليمن، اشتمل المعرض، على العديد من الصور التي تزخر بها اليمن من معالم جمالية، تعكسُ الطبيعة البكْر، وما تحفل به البلاد من خيْرات تأسر القلوب. ضمَّ المعرض صوراً جوية قام بتصويرها المصور جلال هيكل في جولة طويلة لمحافظات عدة في اليمن، تنوعت المناظر بتنوع تضاريس وجغرافيا المدن اليمنية، والحياة في اليمن، وكان ابرز الصور الجوية تلك التي اظهرت جمال مدينة عدن الساحلية ثغر اليمن الباسم وابرزتها في ابهى صورة. المعرض الذي يعد الأول من نوعه في اليمن، كشف ستاره في اول ايامه عن مجموعة من الصور الجمالية في تقسيمات مختلفة والتي جاءت تحت تسميات مختلفة معبرة عن حالة الصورة الملتقطة، منها الماء والألوان، البحر والجبل، روشن، الأرض والحياة، و من السماء، الذي التُقطت من خلال عملية التصوير الجوي "الدرون" ببصمة المصور جلال هيكل الذي استعرض خلال العديد من اعماله، الصور الجمالية الذي تعكس مدى طبيعة بلادنا الخلابة، سعيا منه لتعزيز القطاع السياحي في البلاد والمتوقف منذ سنين طويلة. و خلال ايام الفعالية الخمسة، زار عددا من المسؤولين في المحافظة و الادارات المحلية المعرض وكذلك عدد من الصحفيين و الاعلاميين، الذين اعربوا عن امتنانهم لهكذا أعمال و فعاليات من شأنها أن تعزز الامن و تعكس الصورة الحقيقية عن ابناء العاصمة. كان ابرز الحضور غسان الزامكي، وكيل محافظة عدن لشؤون الأستثمار والمشاريع، والدكتور عبدالفتاح القطيبي، الوكيل المساعد لمحافظة عدن وعدد من ممثلي الرعاة و عدد من مراسلي الصحف و القنوات المحلية و العربية اضافة لعدد من المسؤولين الممثلين عن وزارة الشباب و الرياضة، وكذا مدير مطار عدن الدولي ومكتب هيئة الاستثمار في محافظة عدن. الجدير بالذكر أن معرض كنهور سيتم نقله ليبقى معرضا دائما في مطار الدولي للعاصمة عدن. و عبر عدد من الزوار عن سعادتهم القصوى بحضورهم، مشيرين إلى المدى التي تحتاجه مدينة عدن لنقل صورتها الحقيقة و العمل على تطبيع الحياة المجتمعية بعد كافة الظروف التي مرت بها. - صعوبات عدة قبل النجاح اعتمد المصور جلال هيجل في تطوير مهاراته بمجال التصوير الجوي على ما يعرف بالتدريب الذاتي، حيث عمل على تطوير مهاراته الفنية والتقنية ذاتيا والاعتماد على النفس من خلال القراءة والاطلاع وأيضا التجربة والتعلم من الأخطاء، فمهارة التصوير الجوي تعتمد على كل من مهارة التحكم بالطائرة ومهارة التحكم بالكاميرا، وهما معا يشكلان مهارة تتطلب تركيزا ومع الكثير من الممارسة يصل الإنسان إلى الإتقان، هذا بالإضافة إلى الاستفادة من تجارب الآخرين والاطلاع عليها بما يسهم في تطوير تلك المهارة بأكثر إبداعا وتميزا. المصور جلال هيكل قمه تحدث عن المعرض كاشفا دلالات اختيار اسم المعرض اللافت (كنهور)، وهي كلمة تعني “السحابة البيضاء”، باللغة العربية الفصحى، وجاء هذا المسمى للإشارة إلى طائرات التصوير الجوي، كما يأتي بهدف إحياء المصطلحات العربية وإعادة استخدامها. ولفت هيكل إن التحضير للمعرض تطلب شهورًا، تخللتها الكثير من الصعوبات، خاصةً مع تكبد عناء السفر إلى العديد من المناطق اليمنيةوالمحافظات حرصاً على تنويع المعرض وعدم الاكتفاء بصور مدينة عدن فقط اضافة الى وقوع حوادث عدة كادت تعيق اتمام المعرض ابرزها تعطل اداة التصوير "الدورن" اثناء جولته التصويرية في احدى المحافظاتاليمنية. - إبراز الوجه الجمالي للطبيعية اليمنية ومن جهتها كشفت صمود صالح مديرة دار روشن للفن، إن المعرض يهدف إلى إبراز الوجه الجمالي للطبيعية اليمنية، خاصةً وأن الصور التي التقطها المصور جلال هيكل، أُخذت من مختلف مناطق ومحافظات اليمن. وأشارت إلى أن اختيار أعمال المصور جلال هيكل يأتي كونه من أوائل المصورين المحترفين باستخدام هذه التقنية الحديثة، بالإضافة إلى كونه يحتفظ بإرشيف ضخم وغير منشور من الصور الجوية الخلابة. ولفتت أن هدف المعرض على وجه الخصوص، والدار بشكل عام، يركز على الموروث الثقافي والهوية الخاصة لليمن ومدينة عدن تحديدًا، والحفاظ على التراث الإنساني والشعبي الذي تمثله المناطق اليمنية على اختلافتها وتنوعها. عنصر مهم يساهم في الترويج السياحي وصرحت لعدن الغد المسؤولة الاعلامية لمعرض كنهور، الصحفية ريم الفضلي قائلة: جمالية الصورة الجوية لاتزال تشغل فكر العديد من الشباب، بما يدفعهم لاستخدام تقنيات متطورة في ذلك، وهذا ما نجح فيه المصور جلال هيكل من خلال هوايته في التصوير من السماء أو ما يعرف بالتصوير الجوّي، ليوثق جمالية المكان في الطبيعة اليمنية، وينشرها بتوقيعه الخاص الذي يحمل اسمه. واضافت: كان لي سبب يدفعني للمشاركة في التحضير للمعرض قبل اسابيع من البداية وصولا للختام، حيث إن دافع المصور لحب الجمال الذي تختزنه الطبيعة اليمنية بمختلف تضاريسها من سهول وجبال وأودية وشواطئ وغيرها من المقومات السياحية الأخرى وراء شغفه بهذا النوع من التصوير. وتتابع: إن السبب الحقيقي لإظهار جميع المعالم السياحية والمناظر الطبيعية في عدن بشكل خاص واليمن بشكل عام، من أودية وشواطئ ومتنزهات طبيعية وجبال وقلاع وحصون وحتى أيضاً المشاريع التنموية في البلد كبعض الطرق السريعة والخطوط الساحلية. وترى الفضلي أن التصوير من السماء هو عنصر مهم يساهم في الترويج السياحي للمواقع السياحية باليمن وبالذات مدينة عدن ، وتقول عن ذلك: إن التصوير الجوي يعطي نظرة عامة وشاملة للموقع الذي يتم تصويره، ولله الحمد تضمن المعرض صور عدد من المواقع السياحية، وكم كانت فرحتنا كبيرة حين لمحنا الدهشة والسرور حاضرين في اوجه الزوار.
وترى الفضلي بالحكم انها عملت مسبقا في مجال التصوير أن هناك فرقا بين التصوير الأرضي والتصوير الجوي وتقول: الفرق بين التصوير الجوي والتصوير الفوتوغرافي هو ان التصوير الجوي يعطي نظرة عامة وشاملة للموقع ويظهر لك تفاصيل الموقع كاملة، أما التصوير الفوتوغرافي يعتمد في أغلب الأحيان على التصوير الشخصي. تختتم الفضلي حديثها بكلمة توجهها للشباب المقبلين على هذا النوع من التصوير قائلة: أتمنى من كل من لديه هواية في مجال التصوير الجوي المساهمة الحقيقية في نشر السياحة في البلاد حتى نجعل اليمن واجهة سياحية بامتياز.