هل صُدمت يوماً في شخص كنت تعتقد أنه صديق وفي لك، واكتشفت بعد مرور الأعوام أنه يخفي لك عداءً كبيراً رغم تعامله الحسن معك؟ عديدة هي المواقف المماثلة، حيث يفشل كثير منا في كشف نيات شخص ما ويصدقه في كل شيء يقوله. وتكشف الصديق الحقيقي من الزائف . نعم أيها القارئ الكريم : إنك لن تتألم، ولن تتأثر لو هاجمك الأعداء، بل لو تآمروا عليك، لو خانوك، لو تحالفوا مع من هم أشد عداوة لك !! كل ذلك لن يخرج عن حيز التوقعات، والاستقراءات، والتصورات، لنتائج مثل تلك الحالات !! لكن الأدهى، والأمّر، بل الأكثر فاجعة، والأشد ألماً، والأدوم أثراً، هو خيانة القريب، وغدر المؤتمن!! ولذلك يقول المثل ( حرّص ولا تخوّن) فهناك صديق مهمآ حصل ومهما كآن لا يمكن أن يفشي اسرآرك لأحد .. ومنهم من يضحك بوجهك ويطعنك من ورآئك .. ومنهم من ينشر سرك في جميع أنحآء البلاد (مايقدر يمسك السانه) وفي ذلك يقول ابن القيم رحمه الله الأصدقاء ثلاثة: أحدهم كالغذاء لا بد منه ، والثاني كالدواء تحتاج إليه في وقت دون وقت ، والثالث كالداء لا تحتاج إليه قط. قال الإمام البربهاري رحمه الله : " واحذر ثم احذر أهل زمانك خاصة ، و انظر من تجالس و ممن تسمع ، و ممن تصحب فإن الخلق كأنهم في ردة إلا من عصمه الله منهم. القارئ الكريم : الصداقة هي أساس الحياة وأفضلها أن تكون عفوية خالية من المصالح .. بالنسبة لصداقة المصلحة ستكون مؤقتة وتنتهي مع انتهاء المصلحة لذلك أنا لا اسميها صداقة وإنما منفعة وصدق من قال "احذر عدوك مرة واحذر صديقك ألف مرة .. فلربما انقلب الصديق وكان اعلم بالمضرة"