قال تعالى في سورة يوسف: «إذ قال يوسف لأبيه يا أبت إني رأيت أحد عشر كوكباً والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين، قال يابني لاتقصص رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك كيداً إن الشيطان للإنسان عدو مبين».. وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “استعينوا على الحاجات بالكتمان فكل ذي نعمة محسود”. وقال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضوان الله عليه: “سرك أسيرك، فإذا تكلمت به صرت أسيره”. وقال بعض الحكماء: من كتم سره كان الخيار إليه، ومن أفشاه كان الخيار عليه وقيل لعدي بن حاتم رحمه الله: “أي شيء أوضع للرجال؟ قال: كثرة الكلام، وإضاعة السر، والثقة بكل أحد. وقال عمر بن عبدالعزيز رضي الله عنه: القلوب أوعية السرائر، والشفاة أقفالها، والألسن مفاتيحها، فيلحفظ كل أمرىء مفتاح سره. وقال الحكماء: كتمان السر كرم في النفس، وسمو في الهمة، ودليل على المروءة، وسبب للمحبة، ومبلغ إلى جليل الرتبة. وقالوا: الصبر على كتمان السر أيسر من الندامة على إفشائه. وقالوا: لاتفش سرك إلا عند من يضره نشره كما يضرك، وينفعه ستره كما ينفعك. وقالوا: أصبر الناس من صبر على كتمان سره، فلم يبده لصديقه خوفاً من أن يصير عدواً فيذيعه. وقالوا: صدرك أوسع لسرك. وقالوا: ما أسرك ماكتمت سرك. وقال الشاعر: إذا المرء أفشى سره بلسانه ولام عليه غيره فهو أحمق إذا ضاق صدر المرء عن سر نفسه فصدر الذي يستودع السر أضيق وقال آخر: ولا تنطق بسرك كل سر إذا ماجاوز الاثنين فاشي وقال آخر: وما السر في صدري كميتٍ بقبره لأني رأيت الميت ينتظر النشرا ولكنني أخفيه حتى كأنني بما كان منه لم أحط ساعة خبرا وقال آخر: لو أن امرءاً أخفى الهوى عن ضميره لمت ولم يعلم بذاك ضمير وإني سألقى الله ياليل لم أبح بسرك والمستخبرون كثير وقال آخر: كن من صديقك حاذراً فلربما خان الصديق فصار غير صديق وأحذر صديقك لاعدوك إنما حركات سرك عند كل صديق وقال آخر: تبوح بسرك ضيقاً به وتبغي لسرك من يكتم وكتمانك السر ممن تخاف ومن لا تخوفه أحزم إذا ضاع سرك من مخبرٍ فأنت إذا لمته ألوم وقال آخر: إذا أنت لم تحفظ لنفسك سرها فسرك عند الناس أفشى وأضيع وقال آخر: إن الكريم الذي تبقى مودته ويحفظ السر إن صافى وإن صرما ليس الكريم الذي إن زل صاحبه بث الذي كان من أسراره علما وقال آخر: لاتفشي سرك ما استطعت إلى امرىءٍ يفشي إليك سرائراً يستودعُ فكما تراه بسر غيرك صانعاً فكذا بسرك لامحالة يصنعُ وقال آخر: إذا ما ضاق صدرك من حديثٍ فأفشته الرجال فمن تلوم إذا عاتبت من أفشى حديثي وسري عنده فأنا الظلوم