آلة الحرب والاغتيالات في اليمن تستنزف عقلاء اليمن لصالح أمراء الحرب المتهورين. ما حدث في مطار عدن يذكرنا بقصف صالة العزاء بصنعاء وحالات الاغتيال التي تحدث في مناطق متفرقة داخل البلاد التي تستهدف الرجال العقلاء والأحرار الذي يعول عليهم وضع المبادرات لتقريب وجهات النظر بين الأطراف المتصارعة بعيدا عن التدخلات الأجنبية.. ومع استمرار الصراع الدامي، يزداد عدد الضحايا في طول البلاد وعرضها، مخلفاً واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية، بحسب تصنيف الأممالمتحدة، لتضاعف من هول الكارثة التي حلت بالبلد الذي وُصف قديماً بالسعيد. (عدن الغد) رصدت بعض المعلومات عن بعض المتوفين والجرحى ممن سقطوا ضحايا جراء انفجار مطار عدن الدولي وخرجت بهذه المادة :
الجناني.. بحث عن قصة صحفية فأصبح هو القصة
"الجناني" كعادته، أخذ كاميرته على عاتقه بحماس، وانطلق صوب مطار عدن الدولي، يبحث عن قصةٍ صحفية.. فأصبح هو القصة. بات الصحفي اليمني أديب الجناني، ضحية صواريخ المليشيات الحوثية الإيرانية التي هاجمت مطار عدن الدولي، الأربعاء، خلال وجوده في حرم المطار، مؤديًا واجبه الإعلامي. لم تكن اللحظات الأخيرة للمصور الصحفي "أديب" مختلفة عن بقية أيامه، كانت شبيهة بروحه المتألقة، يغازل كل من يراه بنظراته المُحبة، ويبادر الجميع بالسلام والحديث، وكذلك كانت دقائقه التي سبقت استشهاده.
الجنابي خلال أداء عمله الصحفي
كان أديب منتشيا كبقية أيامه، مجتمعا مع ثلة من زملائه الصحفيين، كعادتهم عند كل فعالية أو حدث هام يلتقون فيه، فلم تفارق الابتسامة محياه، وكان قريبًا من الجميع. قبل موت "أديب الجناني" بلحظات كان يتحدث مع القناة يصف مشهد وصول طائرة الحكومة الجديدة وبدء نزول أعضائها، وما هي إلا لحظات حتى هزّ الأرجاء دوي أحد الصواريخ التي استهدفت صالة استقبال الواصلين في المطار.
سقوط الصاروخ أمام الجناني مباشرة
ويؤكد الصحفي نضال فارع: "جميعنا فرّ من المكان، باستثناء أديب الجناني، ظل واقفًا يتابع نقل الأحداث لقناته الفضائية، وكنا نراقبه من بعيد وندعوه لينسحب، لكنه لم يكن يسمعنا نتيجة الانفجار والفوضى التي حدثت في المطار، وما هي إلا لحظات حتى سقط صاروخ آخر أمامه مباشرة ليودي بحياته". ويضيف نضال فارع: "كنا نركض فراراً من الصواريخ التي سقطت على صالات الانتظار بالمطار، وتفاجأت بالزميل أديب واقفًا يتحدث على هاتفه، لم أكن مستوعباً ما يحدث حينها، لكن عندما سمعت بخبر استشهاده تأثرت لعدم جره معنا، وإلحاقه بنا ساعتها". يشار إلى أن الزميل أديب الجناني، يعمل مراسلاً لأكثر من وسيلة إعلامية يمنية، بما فيها مواقع وقنوات فضائية، وهو خريج قسم الإعلام بكلية الآداب، جامعة عدن، وينحدر من محافظة تعز، غير أنه كان يعيش في عدن منذ سنوات.
الجناني خلال أداء عمله الصحفي
أديب، تزوج مبكرًا، ولديه 5 أولاد، تعتمد أسرته عليه في إعالتها، ورغم عقبات الحياة هذه إلا أنها لم تمنعه من مواصلة مسيرته الأكاديمية والعلمية، إلى جانب عمله الصحفي كمصور ومراسل والذي سخره لنقل معاناة الناس وجرائم الحوثي بحق النازحين على وجه الخصوص. يشهد له الكثير من سكان منطقته التي يعيش فيها، مديرية البريقة، غرب عدن، بالأخلاق الحسنة، وعلاقاته الواسعة مع مختلف الناس، مهما تنوعت انتماءاتهم أو أفكارهم.
الجناني شهيد الحقيقية
وأسفر الهجوم الصاروخي الذي شنه الحوثيون على مطار عدن الدولي لحظة وصول طائرة الحكومة اليمنية قادمة من الرياض، عن مقتل 25 شخصاً وإصابة أكثر من 110 آخرين، منهم، وفق إحصائيتين لوزارتي الصحة والداخلية اليمنيتين، غالبيتهم مدنيون وصحفيون وعمال وموظفو المطار. ونعت نقابة الصحفيين اليمنيين أديب الجناني وطالبت بالتحقيق في كل حالات القتل والانتهاكات التي طالت الصحفيين ومهنة الصحافة.
اللبنانية يارا خواجة ونجاتها من الموت المحتم
ومن جهة أخرى نجت المتحدّثة الرسمية باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في اليمن، اللبنانية يارا خواجة، ابنة النائب محمد خواجة، من الانفجار الذي وقع في مطار عدن، الأربعاء، عند وصول طائرة تقل الحكومة اليمنية الجديدة. وأصيبت خواجة بجروح طفيفة أثناء وجودها في موقع الانفجار، وأكدت الصحافية لينا صفوان عبر "تويتر" أنها في صحة جيدة. وأضافت: "هذه المرأة الشجاعة هي بطلة من نواح عدّة". وأشار والدها النائب محمد خواجة لوسائل الإعلام إلى أن "مركز عملها هو صنعاء إلا أنها يبدو تواجدت في عدن في مهمة ما، لكونها تشغل منصب المتحدثة الإعلامية للجنة الدولية للصليب الأحمر الدولي".
" القدمي" بين الانفجار ومناقشة الدكتوراة
حميد القدمي، طالب كان مسافرا الى الهند لمناقشة اطروحة الدكتوراة بعد ان اقرها مشرفه العلمي في الهند، كان قد دفع رسوم المناقشة قبل يومين، قتل اثناء تواجده في صالة الانتظار منتظرا رحلته بمطار عدن الدولي بسبب القصف الصاروخي الإرهابي .
اللواء مساعد الأمير وإصابته البليغة
هو الآخر محمد مساعد الأمير وكيل وزارة الداخلية اللواء لم يسلم من تفجير المطار وقد تداولت الأنباء حينها عن وفاته، إلا أن مصادر مقربة نفت وفاته. وكان الأمير قد أصيب إصابة بليغة في الاستهداف الصاروخي الجبان الذي استهدف مطار عدن الدولي لحظة وصول حكومة المناصفة الجديدة التي كان حشد كبير في انتظار استقبالها داخل المطار. وأكدت المصادر نجاح عملية استخراج الشظايا التي اصيب بها وهو الان في حالة صحية مستقرة حاليا، على حد قول المصادر المقربة.
نقيب اليهري مصاب المطار
وأثناء ارتطام الصواريخ على منصة مطار عدن أصيب مدير سجن المنصورة المركزي نقيب اليهري بإصابات بليغة في انفجارات مطار عدن الدولي. ولم يتمكن مسعفون من إسعافه لهول الانفجارات .
ذويزن.. مات متأثراً بجراحه
ذويزن حيدر البجيري يعمل لدى مطار عدن الدولي لقي حتفه متأثرا بجراحه.. ويقول أصدقاؤه ومحبوه: "مات اليهري وترك فراغا في نفوس محبيه، وفي الصف الأول في المسجد، ترك فراغا بين الأخيار ودميمي الأخلاق. خبر موته نزل علينا كالصاعقة. مات ونفوسنا وعقولنا تنتظر نتائج التحقيق لنعرف هوية المجرمين والقتلة وينفذ بحقهم القصاص العادل . نم هنيئا شهيدا في قبرك ولا نامت أعين الجبناء والقتلة والمجرمين مرتكبي الجريمة الإرهابية لمطار عدن".. هكذا وصفه محبيه .
مهندس الطيران إقبال.. شاب طموح وافاه الأجل
العشرات قضوا نحبهم في حادثة الانفجار المروعة التي وصفها أهالي عدن بالصدمة، ومن ضمن هؤلاء القوافل من الموتى مهندس الطيران المدني محمد إقبال باوزير الشاب الطموح والمكافح ووحيد والديه، توفي مثخنا بجراحه حينما كان يؤدي عمله في مطار عدن الدولي كونه أحد منتسبيه، وبوفاته فقدت اسرته ابنها الوحيد الذي كان بالنسبة لهم قرة عين لهم.
علي الدنبوع.. ذهب مسرعاً إلى لقاء حتفه
يقول صديق علي الدنبوع يوسف اليماني: "علي هادي الدنبوع قبل وفاته بلحظات وتقريباً بنصف ساعة تحدث معه بالجوال على أن نذهب سوياً إلى المطار، لكن الدنبوع أصر على الرفض وفضل الذهاب بنفسه". ويضيف: "صدق كعادته ذهب مسرعاً إلى لقاء حتفه وبعد دقائق سمعت انفجار هز مدينة عدن وتناولت الانباء مقتل زميلي علي هادي الدنبوع". وعلي الدنبوع يحمل رتبة "رائد" وهو رئيس نوبة جوازات مطار عدن الدولي.
غيض من فيض
هناك الكثير ممن لقوا حتفهم جراء هذا الانفجار الإرهابي الذي استهدف مطار عدن الدولي يوم الأربعاء، ونتعذر لعدم تمكنا من ذكر مأساة البقية فهم كثيرون حسب تصريح وزير الصحة اليمني الذي أكد أن عدد ضحايا التفجير ارتفع إلى 135 قتيلا وجريحا. وقال قاسم بحيبح، وزير الصحة في الحكومة اليمنية الشرعية، عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر": "25 شهيدا و110 جرحى ضحايا جريمة الإرهاب التي استهدفت المطار اليوم (الأربعاء)". وأوضح بحيبح بأن العدد مرشح للتصاعد لخطورة بعض الحالات.