التم شمل الأشقاء بعد قطيعة استمرت ثلاثة أعوام ، الكل رحب بهذه المصالحة ، كل دول العالم رحبت باستثناء دولة أو دولتين ، جميل ان الدول كلها رحبت بالمصالحة ولكن الأجمل هي السعادة التي ظهرت على وجوه شعوب تلك الدول ... حتى نكون منصفين دولة قطر تعرضت لظلم شديد ، وهذا الظلم رسخته بعض الدول حيث قامت بتشويه صورة قطر وعملت على تحريض كل دول العالم ضدها ، لكن الامل لم ينقطع في عودة العلاقة بين الأشقاء وتحديدا ، قطر والسعودية الفضل بعد الله سبحانه وتعالى ، يعود لدولة الكويت في هذه المصالحة ، حيث سعى الشيخ صباح الأحمد الجابر ، رحمة الله عليه ، خلال فترة حكمه إلى الحفاظ على التوازن في علاقات بلاده مع جيرانها ، حيث أقام علاقات وثيقة مع المملكة العربية السعودية ، وأبقى على علاقة بلاده مع دولة قطر وهي علاقة أخوية مبنية على الاحترام المتبادل ، لم ينظم الشيخ صباح ، إلى دول المقاطعة ، بل كان حمامة سلام وعمل على رأب الصدع بين الأشقاء بكل الطرق وبكل الوسائل ، ولكن وافته المنية قبل تحقيق ذلك ، وتسلم حكم البلاد الأمير نواف ، وسار بالكويت على نفس النهج ، واستمر في السعي لرأب الصدع بين الأشقاء وبذل في ذلك مجهود جبار ، حتى تمت المصالحة وفتحت المنافذ البرية والبحرية والجوية بين البلدين ، بعد ذلك بساعات وصل الأمير تميم بن حمد آل ثاني ، إلى محافظة العلا لحضور القمة الخليجية ورأينا الاستقبال الكبير والعناق الأخوي بين ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان ، ونظيره القطري الشيخ تميم ، ورأينا كيف كانوا يتجولون بمفردهم في صحراء العلا ، على متن اللكزز البيضاء - مواقف قطرية لدولة قطر مواقف إيجابية كثيرة ، ومنها على سبيل الذكر وليس الحصر ، موقفها من الأزمة اللبنانية ، فبعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري ، دخلت لبنان في أزمة سياسية وكانت البلد على مشارف حرب اهلية ، هاج الشعب اللبناني واقتحم مبنى رئاسة مجلس الوزراء ، مما اضطر الرئيس ، عمر كرامي ، لتقديم استقالته ، ودخلت البلاد في فراغ سياسي ، وبدأت اللهجة الطائفية تعلو على شيء ... شعرت دولة قطر بخطورة الموقف وقامت على الفور باستدعاء كل الفرقاء السياسيين ، وبالتحديد رؤساء الكتل السياسية ، سعد الحريري ، نبيه بري ، ميشيل عون ، وليد جنبلاط ، أمين الجميل ، سمير جعجع سليمان فرنجية ، طلال أرسلان ، وعقدت طاولة الحوار ، حينها قال أمير قطر ممازحا المجتمعين عليكم أن تعلموا أنكم لن تغادروا هذه القاعة إلا بعد تصفية كل الخلافات والاتفاق على خارطة سياسية تخرج لبنان من محنتها ... بالفعل اتفق الجميع ورسموا خارطة طريق سياسية تخرج البلاد من محنتها ... أتذكر أن البيان الختامي لهذه الحوارات القاه الأخ رئيس مجلس النواب السيد ، نبيه بري ، ولازلت أتذكر الجملة التي قالها في بداية البيان عندما قال ، بسم الله الرحمن الرحيم : يقال ان بداية الغيث قطرة فكيف لو كانت قطر ، بعد ذلك وجه الشكر لأمير قطر ، على حرصه الذي أبداه تجاه لبنان ...