إنها الأنسانية والنخوة والعرفان الذي ميز قيادة دائرة الأمداد والتموين العسكري ودائرة الخدمات الطبية العسكرية وأدارة مستشفى باصهيب العسكري _ عن البقية _ والتي بُصمت في صفحة قلوبهم ونُقشت في خارطة خلاياهم الدماغية _ التي لن تُنسى _ من جراء وتقديراً لعمل الأخوي الأنساني والمواقف الشجاعة، لأطباء وأخصائيين البعثة الطبية الكوبية العاملين في مستشفى باصهيب العسكري الطبي، التي بها خدموا منتسبي القوات المسلحة والأمن والمقاومة الجنوبية . حيث أُقيم صباح اليوم حفل تكريم لعدد من الأطباء الكوبيين بمناسبة الذكرى 62 لعيد أستقلال جمهورية كوبا ، متمنيين لهم ولشعب الكوبي الصديق مزيداً من التقدم والأزدهار وتأكيداً على العلاقات المتينة والأزلية بين الدولتين الصديقتيين . وأُقيم هذا الحفل برعاية وأشراف العميد/ علي محمد الكود، نائب مدير دائرة الأمداد والتموين ومدير القاعدة الأدارية بمقر القاعدة الأدارية بالعاصمة المؤقتة عدن، رجل المواقف المشرفة والأنسانية التي تشرف وترفع هاماتنا الأخلاقية وترقى بعلاقاتنا الخارجية مع ضيوف عدن القادمين من مختلف دول العالم . حيث ألقى كلمة الحفل العميد الركن/ علي منصور، مدير دائرة التوجية المعنوي، وأبلغ الحاضرين أسمى التحيات لفخامة الرئيس القائد المشير الركن/ عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة، وعبر نيابةً عن قادة ومدراء دوائر المنطقة العسكرية الرابعة عن أمتنانهم وعرفانهم الممزوج بالحب، لهؤلاء الأطباء والبعثة الطبية الكوبية في مستشفى باصهيب . وخلال الحفل تم تقديم شهادات تقديرية وهدايا تعبر عن العرفان لهم بالجميل وعن مشاعر الحب والوفاء المكنونة لهم في قلوب الشعب . ورغم الظروف التي تمر بها المستشفيات من نقص في الأمداد الطبي والمعدات، ورغم أيضاً الظروف الصعبة والقاسية التي تغلف المستشفيات العسكرية والتي حُرمت من بعض مخصصاتها التي خصصت لها، ورغم الحرب الدائرة ضد المليشيات الحوثية وفترتها التي طالت عن ماهو معقول، ورغم أنهم لم يستلموا رواتبهم لأشهر ولكن لم تكن هذه المعوقات سبب في رحيل هذه البعثة الطبية الكوبية عن عدن ليس لأنهم ملتزمين بعملهم وعقدهم الوظيفي _ كما قالت د/ نورما، الكوبية أخصائية جراحة _ بل لأن العلاقة بين الشعبيين ليست وليدة اليوم، بل علاقة حب وعشق ومواقف ومبادىء وتوافق في جميع المجالات منذ الأزل، وأن هذه ليست علاقة مصالح بل أنها علاقة أخوية إن لم تكن دموية حميمة تصل إلى الحب العميق في قلوبهم لعدن الحبيبة وأهل العدن الطيبين . وقالت أيضاً : إن العلاقة بين البلدين نمت عن حب، وهذا الحب كان السبب الرئيسي لأستمرارهم في عملهم في المستشفيات، رغم انتشار وباء كورونا الذي لم يجد ثغرة في قلوبنا ليخضعنا ويمنعنا من أداء وأجبنا الأنساني والإخوي المستمر لعقود مع وطننا الثاني . وقد أستطاعت هذه البعثة الطبية أن تتبادل الخبرات والمعلومات لأخر التطورات الحديثة الطبية مع الكادر الطبي اليمني في المستشفيات العسكرية، التي عُمرت فيما بينهم جسور من التفاهمات المعلوماتية الطبية والعلاقات الأخوية الأنسانية . وما زادني ذهول في الحفل، هو ما قالت لي الممرضة الكوبية جاكلين _حين ترجمت الكلام بينها وبين العميد/ علي الكود _ حيث قالت : إن علي الكود بالنسبة للبعثة الطبية الكوبية، كالأخ الذي نلجأ له في أسوأ الظروف، لينتابني شعور بالفخر والهيبة والإحترام لأن هناك رجل يشرفنا بمواقفه مع الكوبيين ويقوي شرايين الأخاء بين الشعبيين . فمن هنا يكمن العقل وتُعمر أسوار العلاقات الدولية ...