هكذا هم الطيبون يرحلون، لكن لا ترحل أعمالهم، يزرعون الخير من أجل أن يحصدوا رضى الله ومحبة الناس، القليل من يضع بذور الخير دون مقابل ولا فائدة، يسعون لسلام ولا يلتفتون، يحبون الأمن والأمان والاستقرار، ويكرهون الخصومة، وتقطع الأرحام، يبذلون قصارى جهدهم أن لا تتمزق الأخوة وتتناحر أبناء العمومة، وتتناثر العروبة. فقد أصبحوا تمثالاً لسلام حتى وإن رحلوا، بصماتهم لا يخفيها غبار السنين، ولا حقد الحاقدين لأنهم دائماً ما يسعون للحلول وليس الجري خلف المصالح السياسية القذرة.
شاهدنا احتفال ونجاح كبير يحسب للأمير الراحل الشيخ صباح الاحمد الذي كان المحرك الأساسي في إنهاء الانقسام بين الأشقاء الخليجيين، الانقسام الذي دام حوالي 4 سنوات من الخلاف السياسي. ولكن كالعادة جاء سفير السلام الذي رحل عن العالم ولم يرحل عن قلوب العرب. أمثال الشيخ صباح الاحمد لا تمتسح اسمائهم بل تكون عنوان للتاريخ، يجف حبر القلم عند الكتابة عن أمثال الأمير صباح الأحمد رحمه الله.
وكما عودتنا الكويت دائماً ما تكون حمامة سلام، تحلق في سماء الصراع لتنثر ورود السلام، الكويت هي الأرض الخصبة التي ينبت منها السلام أين ما وجدت، وهاهي اليوم تثمر شجرة الشيخ صباح الأحمد رحمه الله الذي سقاها بماء المحبة والسلام، هنيئا للكويت أن يكتب إسمها على عنوان التاريخ إنها من قامة بحل الأزمة الخليجية.