بلغت الرابعة والستين من العمر، فما رأيت في هذه الدنيا الفانية غير ان؛ الناس تموت والاحباب تغادر والاصحاب يذهبون والشيب يغزو والابناء تكبر والموت يدنو والسهم مسرع نحونا لا ندري متى يصيب. ونحن لا نريد ان نسلم او نستسلم. الكل يجاهد ويجهد ذاته في المكان الخاطىء، جلب الشقاء لنفسه ولمن حوله، اتعب نفسه بلا اجر، وباع من حوله بلا ثمن. اشترى الشك بغالي الثمن وباع اليقين بابخسه. تاجر واشترى للدنيا، فما ربح واسلم نفسه لزينتها وصدق مزينها، ونسي ان الاخرة خير وابقى، وان تجارتها الصبر على البلاء والرضى بالقضاء، واحتساب الاجر عند الله. فلا هو اراح ولا هو استراح. نسأل الله السلامة للجميع. خالص تحياتي