َمنذُ عام و ثلاثه أشهر مضت تقريبًا و قوّات الواجب السعودية في عدن أوقفت الدعم العسكري لجبهات المنطقة العسكرية الرابعة الجنوبية، أوقفت الدعم رغم حجم المسرح القتالي لقوّات المنطقة العسكرية الرابعة في الضالع، و الشريجة، و طور الباحة الصبيّحة، و حيفان، و مكيراس أبين. في جبهات طور الباحة-الصبيّحة أصبح أبطال اللواء الرابع مشاة حزم يموتون بطرق مختلفة أما بنيران الحوثي و عدوانه، و أما بحصار قوّات الواجب السعودية لتلك الجبهة التي أوقفت عنها الدعم إلي أبعد الحدود. تتعددت اساليب الموت و لكنه واحد.. و في جبهة طور الباحة-الصبيّحة يواصل الموت حصد أرواح المقاتلين جوعًا و قهرًا، و أصبح من في الجبهة يحاصرهم الموت من كل جانب و تضيق بهم الأرض بما أتسعت.. لا رواتب، لا نفقات تشغيلية، لا تغذية جيدة، لا مشتقات نفطية.. أفراد معذبون، شباب تنهمر دمائهم في حرب لم نعد نفهم سببًا ولا هدفًا.. صُلْتُ و جُلْتُ جبهة طور الباحة-الصبيّحة و رأيتُ كثيرة المشاهد التي يمكن لها أن تثير الذكريات في عهد فترة دعم قوّات الواجب الإماراتية، و تكسوك بالحسرة لحال أبطال اللواء الرابع مشاة حزم بقيادة العميد/ وافي أحمد الغبس" و أنا أتجولُ و أصول تلك المواقع فإذا بالقائد "وافي الغبس"، يهمس في أذنّي : أقسم بالله تعبنا. و من المعاناة جفت مآقينا من الدموع و أشتّدُ الألم بنَا. لماذا قيادتنا ابتلعت السنتها عنا؟ هل أمرنا لا ينعيها ؟! هل أصبحت لا تكترث لامر جبهة طور الباحة_الصبيّحة ؟! لماذا جبن الصحفيون عن قول الحقيقة بما يدور في جبهات القتال من معاناة وتقصير من قِبل قوّات التحالف العربي و الحكومة ؟ لماذا كل هذا التخاذل للجبهات ؟ ألا توجد ضمائر في هذه البلاد ؟ كم أشعر بالأسي و أنا أري حال الأبطال في تلك الجبهات بين المعاناة و الحرمان.. و أري الأقلام و التغريدات التي تتحدث عن دعم القوّات السعودية للجبهات.. هل يعي العميد/ نواف الحبيل ابو منيف " قائد قوّات الواجب السعودية في عدن أن التغريدات لا تصنع أنتصار ! و من في الجبهات لا يؤكلون تغريدات ولا يقاتلون بتغريدات !. التغريدات لا تصنع مستقبلا ولا تغير واقعا.. لا عاصم لكم في عدن إلا بمن يحموكم في جبهات القتال.. عودوا لدعم الجبهات وضعوا يدكم بيد أهلها، و أنهضوا بها.. أنزلوا إلي أبطال جبهات القتال و أرفعوا عن كاهلهم الضرر.. أنتصروا لمشروع التحالف العربي مثلما ينتصر الحوثيون لمشروعهم ! فماذا أنتم فاعلون ؟! أفيقوا من سباتكم فصبر له حدود.. هكذا أخبروني أبطال اللواء الرابع مشاة حزم من قمم ثغور تلك الجبال الشاهقة المرصوصه بجانب بعضها كحبات اللؤلؤ يجمع بعضها بخيط العقد.. أحذركم من سقوط تلك الجبال بيد الحوثيون، جبال لا يفهما إلا خبراء عسكريون.. كيف لا وهي مطله علي طور الباحة و لحج و عدن.