**أصناف النعم كثيرة لكل مادب في الأرض من أنس، وجان،وحيوان،وهوام،ولكن نال سيدنا آدم عليه السلام وذريته الكرامة وحازوا مما هو أشرف وأجل من جميع أعضاء أبدانهم ألا وهي (العقل) فإن الله كون الإنسان في خلق عجيب ،وصنع بديع ،ومنح جسمه وظائف،وأجهزة لِأداء دورها في جسم الإنسان وخلق له حواسا للقيام بمهامها التي أسندت إليها فسبحانك ربنا ما أعظمك!!
ومن كمال خلق الله تعالى لجسد الإنسان وهو أحسن الخالقين وليس إنكارا لقدرة الله تعالى أن الله خلق له البنان وهي أطراف الأصابع فإذا وجد (البنان) تمت خِلقة جسد الإنسان فسبحانك يا الله قلت وقولك الحق(بلى قادرين على أن نسوي بنانه ) وهي لا تنفك عن جسم الإنسان فهل أمعنا النظر لنتأمل في صنعها وتكوينها أم أننا نقرأ الآية التي سبق ذكرها ونمر عليها مرور الكرام كما يقولون؟ !!
ماهي وظائف (البنان)؟ ليست وظيفة البنان واحدة فقط بل لها وظائف جمة فمن وظائفها الكتابة قال الله تعالى مخاطبا نبيه محمد (صلى الله عليه وسلم)_(وما كنت تتلوا من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك...... الآية).
فما أجمل يوم أن تكتب بنانك العبارات المنبثقة من رضاء الملك العلام لتنطق بما يسرك في يوم تُكتمُ فيه الأفواة ويأتي دور الجوارح لتنطق وتشهد على صاحبها وينتقل المشهد مع الأنامل والبنان وتتكلم بما كتبت.!! وما أقبح يوم أن تكتب أناملك وبنانك كلمات مستوحاة من الشيطان ومصدرها ومنبعها طيش،وسفه،ولا تكاد تخلو من بذاءة لسان وفحش قول فسيعود ضررها على صاحبها وتهوي به في مغبة يذقها ويتمنى أنه ما كتبها ولا نشرها لإنها صارت سلاحا قاتله أو عكس ذلك .
فكم نقراء من مقالات وحوارات ولا نريد أن نصرح بها كونها تعود سلبا على كاتبها بل يتعدى ضررها إلى الغير من الأبرياء بسبب كلمة أطلق لها العنان ففعلت ما فعلت وأكل جراء خروجها في وسائل شبكات التواصل الأخضر واليابس، ولا يهمهم ذلك؛ همهم الوحيد كم يُقرأ من مقالاتهم وكم علق عليها بمديح أو ثناء فإلى الله المشتكى وعليه التكلان ..
واليوم صار القلم عبر أدواته(البنان)هو المتصدر للمواقف وسيدها سواء فيما يعود إيجابا أو سلبا على الأفراد،والمجتمعات،والأمم فكل فئام من الناس تكتب وتنشر حسب نهجهم، ومعتقداتهم ،وعلى ما طراء من إعجاباتهم به، وما أشربوه من أهوائهم، والقليل،والندرة من تشبثت أقلامهم لتكتب بحبرها فيما تعود نتائجه في الحصول على المحمود والنجاة من الأمور التي لاتحمد عقباها-..لماذا؟!لربما كتبت أنملة (كلمة)فقط..ونتيجتها أن يهدم بها وطن!! ويشرد بها شعب!!وحصلت حرب شعواء لا ترحم إنسان ولا حيوان ،ولا تخلف لنا شيئا جميلا يذكر !! والسبب..لإجل مقالا قرئ فغاض قارئه فوصل ثوران الغضب في قمته وشحذت همته في غير مجالها وانحرفت سلوكياته عن مسارها الحق فكانت النتيجة محزنه ومبكية .. فمن هذا المنطلق لاينغي أن يقراء لكل ناعق امتطت بنانه قلما ليسيل حبره سيلا جارفا من العبارات المنمقة التي لسان حال كاتبها يدعوك لنتصر حزبه وتدين له بالولاء لتصبح جندا من أجندتهم.. فآه ثم آه على قلم بسببه هدمت مساجد! ويتم اطفال! ورملت نساء! ..ثم آه على قلم بلغ قوة فتكه أقوى من فتك السلاح فقد جمع كل جيشه وجنوده لإبادة شعب، وهتك أعراض وكشف المستور،وتقبيح الجميل،وتلويث القيم،والمبادئ ثم آه على قلم صار سبيلا وسلما إلى جهنم عياذا بالله تعالى،،،، وأخيرا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليقل خيرا أو ليصمت) وقد قيل "قل خيرا تغنم واسكت عن شر تسلم"