اولاً قبل معرفة تاريخ القلم علينا أن نعلم متى وُجد هذا القلم ،وكيف تطور من قِبل البشر .. كان القلم أول شيء خلقه الله في هذا الكون الكبير والواسع ،وبعد أن خلقه الله قال له: أكتب فقال: ربِّ وما أكتب !! قال الله له: أكتب مقادير كل شيء حتى تقوم الساعة ،والغاية من القلم هي تدوين كل شيء من الحضارات حتى تخلّد في سطور التاريخ ،والقلم وهو الأداة الوحيدة التي حفظت لنا التاريخ القديم ،من تقدم وتأخر ومن حروب وكوارث فقد بدأ الإنسان باستخدام دم الحيوانات للكتابة وللنقش على الصخور ، فبدون القلم لن توجد الحضارة البشرية لأنّ الحضارة البشرية تعتمد في الأساس على التعلم من بعضها وبدون القلم لن نتعلم شيء من الحضارت السابقة وبالتالي لن تكون هناك حضارة بدون القلم ..
قال الله تعالى: (اقرأ وربك الأكرم) الأعلى وقال أيضاً: (ن والقلم وما يسطرون)القلم ففي هاتين الآيتين الكريمتين دلالة كبيرة على أهمية الكتابة والعلم عند المسلمين والتي من اساسها القلم فهو اساس اغلب الثقافات والتاريخ ،فلولاه ماخُطت الكتب وما دونت المعلومات ولا فهرست ولا حفظت فكان له دور عظيم وأثر كبير في التقدم والرقي ..
فكان القلم من أقدم الاختراعات التي اخترعها الإنسان حتى قبل أن يخترع الحروف فكان السومريون وهم مجموعات بشرية سكنت في جنوب شرق الهلال الخصيب بلاد سومر أو كما يعرف اليوم بالعراق ، أول من خطوا بدماء الحيوانات ،ويبلغ عُمر هذه الكتابة خمسة آلاف سنة، وظلّت مُستخدمةً حتى أواخر القرن الميلادي الأول ..
ومن ثم استخدم الاغريق في بلاد اليونان قديماً ريش الطيور في الكتابة ،واُدخل استخدام اقلام الريش إلى اوروبا ، وصارت هذه الأقلام أدوات الكتابة في ديار الاسلام فيما بعد ..
ومن ثم تطور القلم عند العرب كانت الاقلام تصنع من سعف النخيل ومن أعواد القصب ، وصنع الفنانون العرب المسلمون أجود أنواع المحابر لحفظ الحبر ،تزاماً مع نشئت أول مصنع للورق في بغداد خلال فترة وزارة (الفضل بن يحيى البرمكي) تركي الأصل، في عصر هارون الرشيد ..
ومن ثم اختراع قلم الحبر العربي الذي يحتوي على مخزن للحبر إلى ( المعز لدين الله ) الذي بنى مدينة القاهرة عام 969 ميلادي ،فقد طلب من القاضي النعمان ابن محمد صناعة قلم الحبر هذا الذي يكتب باستمرار ،وبعد أيام أحضر هذا القاضي قلم الحبر ومعه الصانع المسلم الماهر الذي صنع القلم من الذهب ..
وفي عام 1564اكتشف الجرافيت ،مما أدى الى اختراع قلم الرصاص ،وفي العام 1565 ميلادي بدأ الناس يستخدمون أقلام الرصاص ، وقد كان يتكون من الجرافيت الدقيق المحاط بعيدان من الخشب مربوطة بعضها ببعض ،وتصنع اقلام الرصاص الآن من الصلصال أي الطين ،ولكن أقلام الرصاص بشكلها الحالي الذي نعرفه الآن لم تظهر إلا عام 1812 م ..
وفي عام1867 م صدرت براءة اختراع قلم الحبر في الولاياتالمتحدةالأمريكية باسم كلاين وهنري دبليو واين ،ويُصنع القلم من أنبوبتين واحدة تحتوي على مادة الحبر، تُوضع داخل الأنبوبة الثانية، التي توجد في طرفها ريشة القلم ويعتبر هذا الاختراع مقتبس أو إن صح التعبير مأخوذ من المخترع المسلم الذي صنعه من الذهب وقدمه إلى المعز لدين الله ..
هذا هو تاريخ القلم تلك الاله السحرية التي ترجمت وعبرت عما يبوح به القلب وينطق به اللسان ..