الأشخاص الذين ينامون مبكرا، تفوتهم فرصة تقييم الذات"نجاح أو إخفاق". في هذا الوقت بالتحديد بعد ان يمر نصف الليل يكمل الدماغ مهماته في أرشفة احداث اليوم التي مرت، يختزل كل ذلك الحراك الذي أحدثته في كلمات محدوده ترافق رسما بيانيا لرقي أو هبوط الذات. في هذه اللحظات يمكنك ان تطالع البيان الختامي ليومك.. تنظر فيما إن كان يوما يستحق الإحتفاء به لأنك تجاوزت فيه درجة في السلم الذي يأخذك للأعلى نحو المستقبل المنشود، أو أنه أعادك للخلف درجتان فتبكي على يوما مضى من عمرك دون فائدة. دراسات علمية تؤكد أن الأشخاص الذين يسهرون طويلا أكثر ذكاء ممن ينامون مبكرا؟ وهذا أمرا بديهيا جدا، طالما أنهم يتركون للدماغ الوقت الكافي ليعد بيانه النهائي ويغلق كشف حساباته بكل أريحية. عكس أولئك الذين يسحبون عليه البساط في وقتا مبكر ويذهبون به نحو غفوة إجبارية قبل إتمام عمله، الأمر الذي يصيبه بالإرباك ويجعله عاجزا عن التحكم بعشرات القضايا التي تركت ملفاتها مفتوحة وبياناتها مبعثره فيغدوا بعد ذلك دماغا ركيكا وبليد. هذا الأمر متعلق بفئة الذكور فقط، الذين يتحملون الجزء الأكبر من المسؤلية، ويديرون أكبر قدر من الخطط والمشاريع. بيد أن الأمر على النقيض تماما بالنسبة لحواء. أعمالا صغيره كرعاية الاطفال، واعداد وجبات الطعام، وترتيب سرير النوم لاتحتاج عقلا يديرها ويحتفظ ببياناتها من الأساس، مهمات سهلة ينجز دماغهن ارشفتها قبل مغيب الشمس وينام. ولا حاجة لحواء للسهر بعد ذلك.وهو أمرا يناسب طبيعتها، ويلائم رقتها. نعود للب الموضوع، نحوك سيدي ءادم.. ساعتنا الان تشير ل 1:00 بعد المنتصف، اي قرار يمر عليك في مثل هذا الوقت يعد قرارا صائبا لانه مبني على معطيات ومستندا لبراهين وأدلة، لذا فأستمع لما يقوله دماغك جيدا. إن رأيت في هذه اللحظات أنك إمري فاشل فأنت فاشلا فعلا وبما لا يجعل مجالا للشك. أما أنا فقد دثرته الآن وقال لي قبل أن يغمض عيناه " إنك تبحر اميالا في الاتجاه الخاطئ، لست مسؤولا عنك إذا ما أردت العودة يوما ولم تجد الطريق التي إنطلقت منها"... قال هكذا ثم نام . لقد إنتهى الأمر على ما اظن. #حسرة .