القضية باختصار غريزة سليمة أفضل من عقل ملوث ومريض ؛ فالعقول الملوثة بالأفكار الخبيثة لا ينتج عنها إلا كل شر ؛ فالشعارات التي ينادون بها اليوم قد تبدوا عند الكثير أنها براقه ، فقد يزعمون أنها وطنية ، لكن ما هي الوطنية بنظرهم ؟ هل هي محاربة كل فئات الشعب وكل الأحزاب السياسية والشخصيات الإعتبارية كالعلماء والوعّاظ والأكاديميين وأن كل هؤلاء على خطأ ما عدا هو على الصح ؛ فماذا بقي من الوطنية لديهم ؟ فهل الوطنية أنت فقط ، فتحارب الكل لتبقى أنت ؟ ماذا يعني حين تقول : أن الوطن يتسع للجميع وأنت لا تتقبل فكر أو معارضة أحد لأفكارك ؟، فكل من يعارضك فهو عميل أو إرهابي ، فتطارده أو تقتله أو تسجنه أو تغتاله ، فهل تصرفك هذا ينبئ أنه تصرف متطرف وإرهابي أم ماذا تسميه ؟ كيف أصدقك أنك لست إرهابي وأنت تمارس القتل والتهجير والسجون و... لكل مخالفيك ؟؛ تخرج عن إجماع الكل وعن مقررات الحوار التي تلاقى فيها الكل وتنفرد بنفسك وبعقليتك وثلة ممن معك ثم توجه سلاحك إليّ وتقول لي : أنت لست وطني ، قل لي بربك بأي عقلية تتصرف هكذا ؟ وما هو تعريفك للوطنية... ؟؛ فأنا لا أفهم هكذا تصرف إلا أنه عقلية المتطرف الإرهابي ، أنا أقول ذلك كوننا مسلمين وموحدين ، فالإرهابي والمتطرف هو الذي لا يريد أن يعلو أي صوت فوق صوته ؛ وما تصرف بمثل هكذا تصرف إلا لأن عقليته ملوثة بأفكار منحرفة فكانت نتائجه كل شر .