كانت ترددها بصوت جميل يفوق صوت أبي بكر عزفا ولحنا ، ذلكم في أول لقاء جمعني بها ، وقد كانت تؤكد أن حياتنا وما جرى فيها لم تنتهِ بعد ، وعاد نحن إلا بدينا.
كانت تردد تلك الأغنية على أرجوحة في حديقة ما ، حينها، لم أنتبه لما سيقوله الناس عنا ، نظرا لأنها كانت تقول : " ما علينا ".
اقتربت منها ، أوقفت الأرجوحة ، أنزلتها كما لو أنها طفلة . حضنتها، شممتها ، قبلتها ، وهي لم تتوقف في شدوها ذلك ، أشرت لها أن تتوقف ، لكنها لم تفعل ، وشرعت في قول.:
كل كلمة حب نحيها معانا
وكلمة العذال نرميها ورانا
غير آبهة بمن يحيط بها ، ظلت تغني وتلعب ، وأنا معها أرافقها في الأنحاء ، أركض وراءها حينما ترى لعبة تروق لها ، وألبث في مكاني عندما تتوقف ، لقد أحببتها وأحببت غناءها كما أحببت قبلا قصائدها التي نشرتها في الفيس ، فعلا شعرت ببداية جديدة ، وعشت معها يوما جميلا ، دلفت الشمس ناحية الشفق ، ودلفنا معا صوب بوابة الحديقة ، وهي لم تفتأ تشدو:
ما يهزك ريح يا مركب هوانا مايهزك ريح طول ما حنا على بحرك مشينا
لو يقولوا عننا مهما يقولوا انتهينا عاد نحنا الا بدينا