قام المواطن أحمد محمد عبدالله العماري من أبناء منطقة حوفة بوادي دوعن الأيسر بتحويل أربع غرف من منزله إلى متحف مصغر لحفظ التراث والموروث الشعبي الذي حرص على تجميعه على مدى سنوات طويلة .. في زيارة قصيرة لمنزله لا تكفي لاستكشاف كل ما يحتويه هذه المتحف الذي أنشأه بجهود ذاتية وشخصية وبتشجيع من أصدقائه .. الهدف من إنشاء المتحف ومحتوياته أحمد العماري أبو عمار قال أن هدفه من إنشاء المتحف طموحه حفظ آثار حضرموت وإظهارها بالشكل اللائق والمناسب وإعطائها حقها من تسليط أضواء الإعلام ويطالب قيادة السلطة المحلية بمحافظة حضرموت والجهات المعنية بتوفير مبنى لحفظ الآثار والموروث الشعبي أو إنشاء مركز لحفظها لأنه من العيب أن نرى تراثنا يضيع من بين أيدينا ونحن لا نفعل شيئا . يحتوي المتحف الذي يحتل أربع غرف في منزل العماري وقد يضطر لزيادة عدد الغرف على أكثر من 1000 قطعة أبرزها عدة الأسلحة القديمة ومن ضمنها عدة سلاح البافتيلة وأدوات زراعية ومنزلية وكل ما يخص دوعن في المراحل التاريخية القديمة وإضاءات قديمة وطوابع بريدية وعملات مختلفة ومصكوكات نقدية وتسجيلات وأشرطة قديمة وأسطوانات لعدد من مشاهير القراء والفنانين أمثال محمد جمعة خان وملبوسات ومصبوغات فضية ونحاسية ومن بينها وجدنا فانوسا عمره اكثر من 100 عام يعود للجنود البريطانيين الذين أحتلوا بلادنا ويحتفظ بعلبة كبريت عمرها أكثر من 50 عاما وأكثر ما يستهويه الأسلحة القديمة بمخلف أنواعها ويحاول أبوعمار الذي له من الأبناء أربعة ( عمار ومحمد وعبدالرحمن وعبدالملك ) أن يشجع أولاده على الاهتمام بالموروث الشعبي ووجدنا عبدالملك مهتم بالآثار ولديه ميول لهذا الجانب . فكرة إنشاء المتحف عن فكرة إنشاء المتحف يقول المواطن أحمد محمد العماري أن الفكرة جاءت منذ صغره لأنه يعمل صائغا وتعلق بالجنابي لأنهم كانوا يعملون لها نقوشا فضية ونحاسية وذهبية ومن ثم تطورت هوايته ( جمع الأشياء التراثية والاحتفاظ بها ) وتراكمت لديه خبرات خلال سنوات طويلة وحبه للأشياء التراثية القديمة دفعه ليكون هذا المتحف بجهد ذاتي وشخصي منه وضحى في سبيل إنشاءه بالكثير وقرر الاستقرار في الوادي وعدم مغادرته مثلما فعل الكثيرون وقام خلال سنوات طويلة بالعمل على جمع هذه الأشياء واقتنائها بهدف حفظ تراث بلاده ويقوم بشراء بعضها من الأخوة من المحافظات الشمالية لحفظها حتى لا يذهب تراثنا من بين أيدينا لأنهم قاموا بشرائها من أشخاص من دوعن ومن ثم أقوم بشرائها منهم ومن أشخاص من دوعن أيضا الذين أدعوهم للاهتمام بالتراث والآثار وعدم بيعها بأبخس الأثمان .
هل من تكريم للعماري ؟؟ لإن التاريخ لن يعيد نفسه ونرى الكثير من أبناء يبيعون موروثهم الشعبي في اسواق بضه والخريبة ومدهون ونرى محلات بيع التراث منتشرة وقد نجد يوما ما على خبر إفراغ المخزون والإرث الثقافي والتاريخي الدوعني وسنكون شركاء في هذه الجريمة ..وختاما لإن المواطن أحمد العماري بذل جهدا لا يستهان به في عمل فردي فإننا نطالب بتكريم هذه الشخصية التي قلما نجد مثلها في هذا الزمان وتشجيعه بقدر المستطاع ليكون نموذجا للمواطن الغيور على موروث بلاده .
