يبدأ، اليوم السبت، النظر في أعمال الشغب والاعتداء الذي تعرض له مقر الشركة اليمنية للخدمات الأرضية التابعة للخطوط الجوية اليمنية السبت الماضي. وتمارس اللجنة المكلفة من أحمد العلواني رئيس مجلس إدارة الخطوط الجوية اليمنية مهامها بعد أسبوع من تعرض مقر الشركة للاقتحام من قبل موظفين لا يتجاوز عددهم "25"يطالبون بإقالة عدنان الشرجبي مدير الشركة لانتمائه المناطقي. وفي الوقت الذي نفى فيه محسن حيدره نائب رئيس مجلس الإدارة ورئيس اللجنة أن تكون هذه الاحتجاجات ذات بُعد مناطقي واصفا إياها ب"تفكير عقيم" قال أنه سيتم، اليوم، الجلوس مع كافة الأطراف بعد الشكوى التي رفعها الشرجبي. وأضاف "سيتم تشكيل لجنة تحقيق في حال ثبتت أي إدانة" مشيراً إلى أن الحَكم سيكون مدير أمن الشركة؛ كونه كان متواجداً اثناء اقتحام مقر الشركة، مضيفاً "وقد زرنا مقر الشركة بعد الشكوى". وفي حين أكدت معلومات عن ارتباط أحداث الشغب بالانتماء المناطقي للمدير؛ قال أحد الحاضرين أثناء الاجتماع -فضل عدم ذكر اسمه- أن الموظفين الذين تهجموا على الشركة هم من فقدوا مصالحهم عقب قيام ثورة الشباب ويريدون استرجاع ما يعتبروه "حق خاص بهم" وذلك من خلال إثارة المناطقية. وأكد أنه وبمعيته عدد من الحاضرين ومدير أمن الشركة كانوا في اجتماع تم عقده بمقر الشركة لمناقشة مطالب الموظفين المحتجين ومعهم ثلاثة كممثلي للمحتجين؛ إلا أنهم فوجئوا باقتحام الشركة وسمعوا ألفاظاً مناطقية منها "لن يحكمنا لغلغي" و"احنا اللي طلعناك واحنا اللي عننزلك". وكان عدد من الموظفين قد اقتحموا مقر الشركة وتهجموا على مديرها الشرجبي بعد تنفيذهم وقفة احتجاجية أمام مقر الشركة الواقع في حي "الروضة" بالعاصمة صنعاء وبحسب موظفين؛ فإن هذا الاقتحام ناتج عن الصراع الذي نشب بين عدد من الموظفين وبين نقابة الشركة بعد أن طالب "15 موظف" بتشكيل لجنة نقابية على غرار نقابة الشركة ولم يتم الاعتراف بها كنقابة. وتؤكد مصادر أن المعتدين هم موظفين من سكان المنطقة ويعتقدون أن مطار صنعاء الدولي حقهم، وسبق أن قاموا باقتحام الشركة مرتين مما اضطر بمدير عام الشركة إلى احضار طقم عسكري من وزارة الداخلية لحمايتها بعد التخاطب مع رئيس مجلس إدارة الخطوط الجوية اليمنية. الشرجبي وفي اتصال هاتفي قال أنه رفع شكوى سريعة لرئيس مجلس الإدارة يطالب فيها برد اعتبار لهيبة الشركة، مضيفاً انه انتظر أسبوع حتى الآن ولكن ردة الفعل ضعيفة ولم تكن قوية. محاولة تمييع.. وطالب ب"إعادة هيبة الشركة وليس تكريمي" وأبدى تخوفه من "تمييع القضية" ومحاولة "إدانة تواجد الطقم العسكري" أو ربطها ب"لماذا لم تعترف الشركة باللجنة النقابية" مؤكداً أن الشركة ليس لها علاقة بالعمل النقابي. واستطرد أن الغرض من تواجد الطقم العسكري هو لحماية الشركة والدليل أن موقفه خلف الشركة نافياً أن يكون تواجد الطقم حماية له، مدللاً بالقول "إذا كان متواجد لحمايتي فلن يستطيع أحد التهجم عليّ خصوصاً أنهم يقولون أنني جلبت طقم عسكري تعزي من شرجب لحمايتي". وقال أنه في الشكوى التي رفعها قام بتحديد 14 موظف من الذين اقتحموا مقر الشركة وتم تفصيلهم بحسب المعتدين والمتهجمين بالألفاظ والآخرون، مضيفاً أنه سيتنازل عن حقه في حال "إذا كنت أنا المشكلة" ولكنه غير متنازل عن هيبة الشركة وكرامة موظفيها مشيراً "خاطبت وزير النقل بأن يقف إلى جانب العلواني لرد هيبة الشركة وليس من أجل الوقوف معي". وبحسب المصادر فإن المعتدين عددهم 15 إلى 20 موظف وولائهم كان للمدير العام السابق ولم يتم التعامل معهم بأي تعامل سياسي إلا أنهم قالوا إن "الشركة حقهم ولن يتم إزالة الخيمة التي نصبوها أو إعادة سيارة الشرجبي التي أخذوها إلا إذا تم إبعاده عن العمل". مصادر أخرى أكدت أن هناك نية لتعيين الشرجبي في منصب جديد خارج اليمن، وحين حاولنا التأكد من هذا لم ينفي الشرجبي هذه المعلومات مشيراً إلى أن هذا القرار سيكون خاطئ في هذا التوقيت. تصعيد نقابي.. نقابة الشركة حملت من جهتها حملت "الادارة العليا كافة التبعات التي ستحدث إذا تم السكوت على مثل هذه الأعمال أو عدم اتخاذ اي اجراءات صارمة ورادعة لضمان عدم تكرار مثل هذه الافعال التي لا تمس للعمل النقابي بأي صلة" وكانت قد نظمت، الثلاثاء، وقفة احتجاجية استنكار للاعتداء على مقر الشركة اليمنية للخدمات الارضية وطرد مديرها التنفيذي تحت داعي مكافحة الفساد. وأكد هاني محمد القرشي عضو النقابة بأنه وزملائه قاموا بتأسيس النقابة مطلع العام الماضي عقب قيام ثورة الشباب ولم تكن هناك نقابة للموظفين وقاموا خلال سنة بمساعدة الموظفين على استرداد حقوقهم المنهوبة والمسلوبة لسنين. مشيراً بأنهم فوجئوا بأن هناك مجموعة من الموظفين والمحسوبين على النظام السابق يحاولون هدم هذا الكيان دون وجود مبررات منطقية، وقال "تم سحب الثقة مرتين ولم يتم الوصول إلى النصاب القانوني فقاموا بتشكيل لجنة نقابية منشقة عن النقابة الشرعية وذلك حسب قانون وزارة الشئون الاجتماعية والعمل، ويريدون الضغط على الإدارة من خلال نصب الخيام والاعتداءات المتكررة وذلك للحصول على نقابة شرعية ومن ثم استلام اشتراكات أعضاء النقابة ورسوم الباصات". مضيفاً بأن مطالبهم مبررات واهية تحيط بها أحلام من فقدوا مصالحهم و"التغيير ماضٍ ولن ينحني أحد أمام هذه الأهواء".