ينظر الكثير من المواطنين للمسؤولين في الدوائر الحكومية نظرة تقصير وعدم انضباط في الدوام الرسمي -وهذا حاصل كثيراً- . فمثلاً كثير من المسؤولين لا يحضرون لمكاتبهم إلا بعد الساعة 10 ولا يمكثون فيها إلا ساعة أو ساعتين ثم ينصرفون إلى منازلهم في حين ينتظرهم الكثير من المواطنين والمراجعين للعمل وإنجاز معاملاتهم. إلا أنني عندما ذهبت في الساعة الثامنة صباحاً وذلك قبل أشهر إلى مصلحة الهجرة والجوازات في عدن لتجديد جوازات أسرتي وجدت مدير الفرع العميد محمد عباد البطاني متواجدا في صالة الجوازات يتفقد سير العمل ويسهل ويوجه لمعاملات المواطنين وهم حوله وليس هناك زحام وطوابير كما نسمع، فاستغربت؛ لكثرة ما رأينا من كثير من المسؤولين فهم لا يكونون إلا في مكاتبهم وحولهم الحرس أمام الأبواب والحواجز الكثيرة ولا تستطيع الوصول إلى كثير منهم إلا لو كان لديك " فيتامين و " . كذلك قبل أيام ذهبت للجوازات لمعاملة إحدى قريباتي وذهبت مبكرا مع أخي كونه موظف في المصلحة وتحديداً وصلنا عند الساعة السادسة والنصف صباحاً فوجدت نائب المدير العميد صالح عاطف متواجدا أمام البوابة الخارجية للمصلحة وحوله بعض المواطنين والمراجعين والموظفين فسألت أخي: الفندم صالح متواجد بهذا الوقت؟! فقال لي بل يأتي قبل هذا الوقت مع الساعة السادسة أو قبل ذلك بقليل!! إن مثل هذا الانضباط الوظيفي من قبل مدراء ومسؤولين كهؤلاء يُشْعِر المواطنين أمثالي بالإعجاب بهم وبأن هناك نماذج مشرفة ومنضبطة وليس كما هي الصورة السلبية المعروفة عن المسؤولين، وكذلك يشعر الموظفون العاملون في المصلحة -أو غيرها من المؤسسات الحكومية الذين فيها مسؤولين كهؤلاء في الحضور- يشعرون بالحماس للعمل وهو بحد ذاته دافع معنوي قوي للموظف أن يُبَكّر في الخروج لعمله لأنه يعلم أن مديره يأتي مبكرا في الساعة الأولى من الدوام أو ربما قبله، بعكس ما إذا كان المدير يحضر متأخرا فإنه على العكس من ذلك يحذو حذوَ مديره في التكاسل.