بدايات عن تشكل وضع جديد في الاقليم الشرقي لليمن مؤشراته بدأت في شبوة بالإعلان عن تحالف ابناء شبوة تحت شعار ( شبوة أولا) في بيان صادر الشيخ القبلي والشخصية الوطنية صالح فريد العولقي . حيث ياتي الحراك الاجتماعي في جغرافيا لا يمكن فصلها عن دوافع تحركات الفعل السياسي الديناميكي لاطراف محلية واقليمية تشكل مصالحها وتقاطعاتها محل خلاف شديد في صحاري وسواحل الاقليم الشرقي الذي يتكون من شبوة وحضرموت والمهرة وسقطرى الاستقطابات والصراعات افرزت معادلة جديدة تبدو ملامح تكوينها حاضرة في المشهد لايستبعد ان تتصدر واجهة الفعل والاستحفاقات في حسابات الاوزان القادمة سواء على مستوى الجنوب أو اليمن عامة أو روافع القسمة والتقسيم لاحقا طبقا لمصالح القوى الخارجية في اطار معادلة الحل القادم من الخارج بتواففات داخلية . اليوم اكثر من اي وفت مضى توضح الخارطة السياسية في ترتيبات الجنوب انها لم تعد الكتلة السياسية الموحدة اجتماعيا مثلما سبق حين كان صوت الحراك الجنوبي يشكل وعي سياسي موحد للجنوب وقضيته . هناك من ساهم في تشظي الوحدة الجنوبية سياسيا واجتماعيا بخطابه وسلوكه وتبعيته المفرطه وتخليه عن جذور الحراك الجنوبي درجة تخوينهم وتشويههم . ورفض حتى قبولهم لمجرد ربط علافاته بطرف اجنبي . هذه التصرفات تركت جرحا غائرا في نفسيات البناءات الجنوبية وفتحت ثقوبا في الجدار الجنوبي الصلب . اليوم باتت المعطيات مختلف عما سبق في انساق وبنية الصف الجنوبي عامة بظهور كيانات اجتماعية ذات نفس لا وطني واغلبها تحركها العصبيات القبلية والمناطقية وهي وأشد ترابطا واصطفافا وقوة لان هناك مشهد تغيب فيه الدولة وتحظر فاعلية للسلاح والمليشيات ومظاهر الفوضى . بمعنى لا وجود للدولة كامؤسسات تحمي وتدافع عن مصالح الناس وتجذر النظام والقانون ويبدو القوى الممسكه بالسلاح لا ترغب في تبني نموذج محترم للدولة ولا هناك طرف سياسي محترم يقف ضدها . هذا العامل يدفع باتجاه العودة للحواضن القبلية والاجتماعية عندما تغيب المؤسسة الرسمية كما يقول العالم ابن خلدون. الشهد القادم ينحدر لمزيد من التشظي وتلتفكك إذا لم يكون هناك فعل قوي يعيد ترتيب فعلي للدولة وهذا لن يحصل طتلما هناك من هما يرفضون المسار الرسمي لمشروع دولة الشراكة الوطنية ويفضلون تصفية لوجودها الامر الذي شكل تعارضات وانتكاسات لمشروع المنشودة . التي لم تجد لها قوى سياسية تحصنها من الفشل والسقوط على الاقل حماية انساقها الرسمية المؤسسية التي تتعرض للاستهداف والنهب والتدمير .