أولا مر المعلمون والتربويون الجنوبيون بمراحل صعبة من النضال الدؤوب منذ ما قبل انطلاقة الحراك الجنوبي السلمي وأثنائه فكان ولا يزال دورهم العظيم بارز فيه وتأثيرهم بالغ الأهمية إلى جانب إخوتهم في فئات المجتمع والقطاعات المهنية الأخرى، متخذين وضعهم ومكانهم الطبيعيين متحررين من الهيئات والمنظمات اليمنية وهياكلها التي كانت سائدة عمليا استقالوا منها حاملين مسئولية تحقيق أهداف وتطلعات شعب الجنوب. ومنذ الوهلة الأولى نشأت لديهم فكرة تأطير كل قطاع حسب مهنته واختصاصه في منظماته المدنية والجماهيرية وأهمية تأكيد جنوبيتها وذلك حفاظا على نضال أفراد الحراك الجنوبي، إذ أنه ليس منطقيا أن يظل المعلمون والتربويون الجنوبيون منتسبين ومقيدين في نقابات يمنية متصارعة في قطاع التربية والتعليم. فجرى البحث عن سبيل للخروج من الدائرة المعتمة في المكان المفقود إذ أنه ليس مقبولا أن يكونوا منتمين لجهات هم يثورون ضدها. حتى جاء الزمان بفبراير 2011م ونصبت خيام الاعتصام . ومثلما كان لكل قطاع خيمة في عدن، كان للمعلمين والتربويين من مختلف محافظات الجنوب خيمتهم دارت فيها النقاشات المكثفة وعقدت فيها الاجتماعات المطولة خلصت إلى إعداد خطة عمل لعقد اجتماع تأسيسي للنقابة العامة للمعلمين والتربويين الجنوبيين وقع الحاضرون على محضر الإعلان عنها كنواة لقيام الاتحاد العام لنقابات عمال الجنوب يحل محل الاتحاد العام لنقابات عمال اليمن القائم آنذاك. انتخبوا رئيسا ونائبا وأمينا عاما ونائب له ورؤساء تسع دوائر، وأقروا الوثائق التي جمعت مشروع النظام واللائحة الداخلية وبرنامج يبدأ بتشكيل لجان تحضيرية في محافظات الجنوب لتأسبس فروع للنقابة فيها بدءا بالعاصمة عدن من أبرز أوائل النشطاء هم الأساتذة والأستاذات فضل حيدرة ومصطفى مبارك وعمر عون وعبدالمجيد القاضي ولطف البان والوعيل وسعيد الحافة وليلى بن بريك وصفاء عولقي وفاطمة عيدروس ورائد طرموم وقيصر والمرحوم سعيد عبداللطيف وأنور قيور وفاطمة بامعلم وجمال مسعود ووهيب البحري وخالد باوزير وياسر فرحان وخالد مقبل وأكرم الحريري وقائد الجعدي .. وآخرون والقائمة تطول بالعافية إن شاء الله.