ترأس ما يسمى برئيس الاستخبارات العسكرية الحوثية اجتماعا موسعا بمشائخ قبائل صنعاء و عمران و ذمار و المحويت و حجة و هددهم و توعدهم بالويل و الثبور إذا لم يحيدوا افراد قبائلهم المقاتلين في صفوف "الجيش الوطني" في مأرب عن القتال ضد الحوثيين ؟! و لعلها المرة الأولى التي تبدو فيها الجماعة الحوثية في حالة إرباك هستيرية و يأتي ذلك مع ارتفاع كلفة الثمن الباهضة الذي دفعته الجماعة على تخوم مأرب دون إحراز أي تقدم .
و في حين تتقاطر جموع المقاتلين المدافعة على مأرب من شرق و جنوب المناطق المحررة تتقهقر الجموع الحوثية على ابواب مأرب و تفر من مواقعها و من ساحة المعركة هربا من حمم النار الماربية و التي اثبتت ان المليشيات الحوثية ليست إلا مجاميع مسلحة من المرتزقة و اللصوص و قطاع الطرق و في أسوأ الاحوال ليست إلا قطعان من أبناء قبائل "طوق صنعاء" و الذين يسوقهم الحوثي لمحارق معاركه بأمر الحاكم الفعلي لسلطة انقلابه "حسن إيرلو".
و لكن إيرلو فشل في مهمته و القبائل فشلت في تحييد أبناءها عن المعركة و طائرات "الحرس الثوري" المسيرة اسقطتها مضادات سلاح الجو التابع للجيش الوطني و الخلايا النائمة وقعت في قبضة أمن مأرب و اعترفت بكل شيء و مأرب أبعد من عين الشمس على السقوط بيد الحوثيين و اسقطت كل الرهانات الحوثية الخاسرة و الرهانات الاقليمية و الدولية فماذا عسى الحوثيون فاعلون .
و هل في مقدورهم الانتصار و كل اسباب انتصارهم المعدوم قد اغلقت جيدا في مأرب.. ؟! و الحوثيون لم ينتصروا قط في كل حروبهم مالم تتوفر اسباب الانتصار لهم قبل خوضهم المعركة و إلا كيف سقطت عمران و كيف سقطت صنعاء و كيف سقطت العند و كيف سقطت لحج و عدن و أبين و شبوة للحوثيين .. !؟ و كلها معاركا لم يكن لينتصر الحوثيين فيها لولا الخيانة و لولا توفر غطاء الدعم الاقليمي و الدولي .
و في تقديري ان لا هدف للحوثيين من الحرب في مأرب عدا هدف واحد ألا وهو إسقاط مأرب و السيطرة عليها و على ثروتها النفطية و الغازية و موقعها الاستراتيجي المتاخم للجنوب و الشرق جنوبا .. و لا حاجة للحوثيين في مأرب غير الاهداف الآنفة إذا افترضنا مجازا أنهم يريدون تعزيز موقفهم التفاوضي في حال تم إيقاف الحرب و بدأت مفاوضات الحل السياسي الشامل .
و الحقيقة التي لا تقبل الشك و التأويل هي ان الحوثيين يعلمون تماما من يقف خلفهم ويدركون جيدا ان مجلس الأمن و كافة هيئات و مؤسسات الأممالمتحدة مجمعون على أنهم أي الحوثيين طرف اصيل في الحرب و الأزمة اليمنية و في أي تسوية سياسية قادمة ..؟! و مع كل ذلك التواطؤ الدولي فالحوثيين هزموا و لا زالوا يتلقون الضربة تلو الضربة في مأرب التي استعصت على الحوثيين و على "الرباعية الدولية" و معها ذيول و أذناب الشقيقتين .
و من ثم يأتيك احدهم ليقول "بأن الحوثيين حققوا اهدافهم" ..؟! و للتبرير المبطن دوافعا و لكل منبطحا ثمن و للمنبطحين فيما يعشقون مذاهب.. !؟ و التبرير الأعمى أو لعله يكون التبرير المتعامي في كل الاحوال ليس بالمهم و لا مطلوبا إثباته ذلك ان الدراهم المقبوضة كلحم الخنزير تنزع الغيرة و تكسب الدياثة و إلا لما كل ذلك البيع و الانبطاح في مقابل تضليل الرأي العام و إنكار هزيمة الحوثيين في مأرب و التي لا تخطئها عين و لا تستطيع ان تنفيها الدراهم و لن يستطيع الحوثيين أنفسهم نفيها و أولهم سيدهم إيرلو