الشماليون يدركون أن الغاز ليس بيضا ولا خضارا ولا فواكه. يعرفون أيهم أشد وطأة وأكثر تأثيرا على الجنوبيين عند استخدامه كورقة ضغط لتمرير أجنداتهم والحفاظ على مصالحهم في إطار الوحدة. البيض يفسد عليهم إذا منعوا وصوله إلى أسواق عدن والجنوب والخضار يخيس والفواكه تعطب فيتكبدون خسائر مالية فادحة، ولا لهم سوق تنعش تجارتهم هذه وتدر لهم بالعملة المحلية غير عدن والجنوب بأسعار باهضه مغرية لا تتأخر كثيرا ولا تبور. أما الغاز وما أدراك ما الغاز، نار الطبخ في كل دار ما حجم الأزمة التي ستتولد من انعدامه في الأسواق؟! هل دق ناقوس الخطر من يد سلطات إخوان الشرعية في مأرب على عدن والجنوب وذلك قبل ما يدخلوها الحوثيون؟! السلطات تهدد بقطع الغاز عن أسواق عدن والجنوب لا لشيء إلا لأن محافظ عدن حامد لملس أصدر قرار بإيداع إيرادات مبيعات الغاز في البنك المركزي اليمني الموجود حاليا في عدن العاصمة المؤقتة لحكومة المناصفة. ذلك يكشف مدى حجم الأطماع المشتركة لإخوان الشرعية مع الحوثيين في الغاز وتصديره للخارج وبيعه بالدولار. ومن ناحية أخرى تبدت المؤامرات التي تحاك ضد الجنوب للقضاء على قضيته ومستقبله عن طريق فرض حصار مطبق على الجنوب والعاصمة عدن عبر حرمانها من الغاز والبترول والديزل لتتوقف الحركة وتشتل الحياة. وقد بدأ تنفذ الاختناقات من أسبوع تقريبا بخروج منظومة كهرباء عن العمل بسبب انعدام الوقود بينما الباخرة المحملة عالقة في عرض البحر لم يأذنوا لها بالرسو في ميناء الزيوت بالبريقة، وحكومة المناصفة لا حول لها ولا قوة مركنة في زاوية متفرجة على معاناة الناس محتفظة بفشلها الأول مضافا إليه فشل من بعده فشل بلهيب أعصاب النصف الجنوبي لحد الغليان، وبرود نيران النصف الشمالي لحد التجمد. تبلد تلبد في أذهان من ينتظر الفرج يأتي ليزيح مصائب حلت بالجنوب ولن ينتظر ليوم يبعثون. الدنيا معتمة أين ذلك الشعاع الذي سيمدنا ببصيص أمل في إقدام وزراء النصف الجنوبي يدعون فورا إلى عقد اجتماع طارئ لمجلس الوزراء يكون استثنائيا بإدارتهم له وبقراراتهم الملزمة على الجميع إيجاد البدائل بأسرع ما يمكن لتوفير احتياجات عدن والجنوب من الوقود والكهرباء والغاز والضروريات بشكل عام من الخارج واستيرادها من أكثر من مصدر وذلك خدمة للجنوب وشعب الجنوب الذي مازال يعاني كثيرا، وضمان قوقهم في العيش الكريم كواجب إنساني مع إبلاغ الجهات الحقوقية الدولية والمبعوث الأممي والمبعوث الأمريكي ومجلس الأمن الدولي والتحالف العربي وذلك لتسهيل الإجراءات التي سيتم اتخاذها في كل الاتجاهات. فالجنوب يخصكم ويهمكم أكثر من غيركم يا وزراء النصف الجنوبي في حكومة المناصفة، وخدمته والحفاظ على مصالحة مسئولية تقع على عاتقكم.