هناك فرق بين من يقتنع بقضية ويقاتل من أجلها، وبين من يجد نفسه ضحية نزاع وحروب.. وهل يمكن أن نقول لمن وجد نفسه ضحية هذا النزاع: اصبروا وموتوا من أجل مستقبل أفضل؟ ومن يحدد ما هو المستقبل الأفضل فعلاً وما هي حدوده وتفاصيله؟ وهل دماؤهم محللة لأي طرف من الأطراف؟ وهل يحتاج الوطن فعلاً لدمائهم ومعاناتهم؟! وقبل أن نبحث عن إجابات على هذه الأسئلة، يجب أن نحدد ماهية الوطن. هل الوطن للجميع أم نصيبنا فيه مجرد حفرة مدفوعة الأجر من أموالنا ودمائنا؟ هل الوطن تلك البقعة الجغرافية التي تسلبك كل شيء حتى كرامتك؟ هل الوطن شيعي أم سني أم سلفي؟ وهل سيجد المواطن نفسه مرة شيعياً ومرة أخرى سنياً؟ حسب مذهب من سيحكم. مرة سيصرخ يا علي، ومرة يا معاوية، وهلم جرا.. ويا ليت هكذا فقط.. سيكون تارة زيدي وأخرى أثنا عشري وتارة سني، على عدة مذاهب، أو سلفي غير جهادي مرة، ومرات سلفي جهادي..! هل الوطن جماعات طفيلية تحتاج لقطيع مسلوب الإرادة يقدم لها كل شيء ولا تعطيه شيئا؟ هل يموت اليمني من أجل وطنه أو من أجل تعصبه لقبيلته وحزبه وشيخه وطائفته؟ ويا ترى! من يملك الإجابات قبل أن يتم بعثنا باسم الوطن، الدين، الدولة المدنية الحديثة، محاربة الظلم، التقدم والازدهار؟ وقبل أن يتم قتلنا باسمها جميعاً أيضاً!؟.