تتحدث إحصائيات شبه رسمية؛ آتية من مأرب والجوف بخصوص خسائر المعارك الأخيرة، من مارس- أغسطس 2020، وحتى يوم أمس: -الشهداء 3400. -والجرحى 13600.
بالمناسبة، هذه الأرقام من جهة الشرعية فقط، أما من جهة الحوثيين فالأعداد بالتأكيد مضاعفة. والدليل مراسم التشييع الجماعية التي يجريها الحوثيون في ميدان السبعين، بشكل شبه يومي، بعد أن لم تسعها المساجد.
صنعاء لا تنشر إحصائيات، جماعة الحوثي لا تفصح عن الخسائر أبداً، وإن أدلت بتصريح ما فهي تقول العدد الأقل جداً، هذه الجماعة لن تعترف بالهزيمة ولا يمكن أن تقول العدد الحقيقي، بين الحوثيين والحقيقة علاقة تضاد نشأت مبكراً، هم أعداء الحقيقة بلا منازع، وسيظلون في عداءهم معها حتى الأبد. هذا أمر مسلم فيه، جماعة الحوثي لا تختلف عن مثيلاتها من الجماعات الديكتاتورية والتسلطية في العالم. كلهم أعداء لدودين للحقيقة. وهذا بالمناسبة سلوك تاريخي بمثابة نهج متفق عليه لدىّ كل الجماعات المستبدة التي مرت من هذا العالم. تعمل سلطاتها على تدجين القطيع إستناداً إلى فكرة مفادها: طمس الحقيقة، تغييب المعلومات الصحيحة، وإخفاء كل ما له علاقة بالأرقام. هكذا تحمي الجماعات الديكتاتورية نفسها من غضب الأتباع، وتظل ممسكة بزمام السيطرة على القطيع حتى الأبد.
شيد الحوثيون القطيع بمعزل عن الحقيقة ويجب أن تبقى بعيداً عن متناوله مهما كلف الأمر. في حضرة السيد لا تبحث عن حقيقة ما، عليك أن تصدق كل ما يقوله فحسب، السيد هو الحقيقة، وهذا وحده يكفي. ثمة شعارات مقدسة وجاهزة، عليك أن تصلي لها بنهم دون أن تثير حولها أي فضول أو تساؤل، الفضول عند آل البيت يساوي انتفاء وجودك من الحياة، التساؤل لديهم يعني أن تختار مقعدك من النار رفقة معاوية عن سبق الإصرار والترصد. عليك أن تكون طائعاً لابن رسول الله فحسب، إذا ما أردت الجنة والقرب من علي.
لذا لا تنتظروا من آل البيت أرقاماً ولا حقيقة. فقط متعوا أعينكم بفرجة ميدان السبعين اليومية. هناك فقط قد تجدون الحقيقة.