عرفت عدن على مر التاريخ بأنها مدينة حاضنة، جامعة غير منفرة، يعيش الجميع تحت كنفها من دون تفريق لا بالدين ولا بالعرق . الكل يستسلم لقوانينها، الكل يخضع لقواعدها.. مدينة مدنية من الطراز الرفيع، مدينة جمعت خصائص لم تجمع لمدينة أخرى. هذه المدينة التاريخية لم تسحر قلوب عاشقيها إلا بقانون التعايش والسلام، الخاضع لقوانين سنها أهلها، ومن تلك القوانين، قانون باب السلب، فما هو باب السلب؟! باب السلب هو أحد الأبواب الثلاثة التي اشتهرت بها مدينة عدن القديمة، وعندما نقول القديمة نقصد بها حاليا ( كريتر), فعدن على مر العصور القديمة هي كريتر فقط، ثم توسعت لتشمل مدينتي المعلا والتواهي أبان الاحتلال البريطاني ثم توسعت بعد ذلك. فعدن القديمة ( كريتر) كانت محصنة، ولم يكن يستطيع أحد الدخول إليها إلا من خلال أبوابها الثلاثة وهي : باب حقات الواقع في الجهة الشرقية للمدينة، وباب العقبة الواقع في الجهة الغربية للمدينة، وباب السلب وهو أهم الابواب ويقع في جهة الشمال الغربي للمدينة، وهو المقابل حاليا مطاعم الحمراء، وكان الداخل إلى عدن من هذا الباب يفتش، فإن وجد معه سلاح يسلب، ويرجع إليه بعد خروجه من عدن!! معقول هذا الكلام، يسلب سلاح المرء قبل أن يدخل إلى عدن، نعم، يسلب، لأن عدن مدينة الأمن والأمان، مدينة السلام والوئام، هكذا كانت عدن، وهكذا ستكون. أما اليوم، فلا عدن هي عدن، ولا باب السلب هو باب السلب!! تغيرت المفاهيم وتقلبت الاوضاع، تغيرت الوجوه، وضاعت القوانين، كثرت الفوضى وقل النظام، السلاح في كل مكان، مع الصغير قبل الكبير، مع الجاهل قبل والمتعلم ، مع البلطجي قبل العسكري!! فهل تتحمل الدولة مسؤوليتها وتمنع حمل السلاح في عدن، وتتخذ إجراءات صارمة لذلك؟! هل يسلب السلاح من عدن؟! نتمنى ذلك.. كتب/ ماجد الكحلي 3 مارس 2021م