تختلف محافظة تعز عن باقي محافظات الجمهورية التي تشهد معارك عسكرية من حيث المواقع الجغرافية والميادين الحربية التى تدور فيها المعارك والاشتباكات ومن حيث الأسلوب المستخدم والمواقع المستهدفة. ففي غالبية محافظات الجمهورية تدور المعارك والمواجهات القتالية خارج عواصمها ومدنها الأساسية وهو ما شاهدناه في غالبية المحافظات التي تدور فيها مواجهات بين طرفي الصراع ومنها على سبيل المثال ما حدث في مديرية نهم التابعة لمحافظة صنعاء وفي مديريتي ميدي وحرض التابعتين لمحافظة حجة وفي مديرية دمت التابعة لمحافظة الضالع وفي مديرية الزاهر وقيفا وذي ناعم التابعة لمحافظة البيضاء وهو ما نشاهده حالياً في مديرية صرواح والكسارة ورحبة ومجزر بمحافظة مأرب أما في محافظة تعز فان المعارك العسكرية تدور في قلب عاصمة المحافظة التي تم تقسيمها إلى شطرين وكل شطر يخضع لسيطرة أحد أطراف الصراع الذي يستهدف مواقع سيطرة الطرف المعادي في الشطر الأخر والعكس وبذلك تكون مدينة تعز بأكملها ميدان وساحة حرب. أما من حيث الطريقة المتبعة في الاشتباكات والأسلوب المستخدم في القتال فإنه أسلوب همجي وقذر ومخالف لكل الأنظمة والقوانين والشرائع والأديان فكلا الطرفين يستخدم الأسلحة الثقيلة ويوجهها صوب المدينة وإلى الأحياء السكنية المكتظة بالمدنيين ويستهدف بقذائف المدفعية والدبابات طلاب المدارس والموظفين والعاملين والمتسوقين والأمراض والمسافرين في مدارسهم وفي سياراتهم وفي أسواقهم وفي مستشفياتهم وفي الشوارع والطرقات والمنازل والحارات. وأما من حيث الأهداف والمواقع المستهدفة ففي كل المحافظات يكون المقاتلين الحاملين للسلاح والتباب والمتارس والمنشآت العسكرية التي يتمركزون وبتمترسون فيها هي الأهداف والمواقع المستهدفة لأسلحة الخصم المواجه اما في محافظة تعز فإن كل الكائنات الحية والمتحركة وكل المدنيين والعسكريين الأطفال والنساء وكل المنشآت والمكاتب والمؤسسات الحكومية والأهلية المدنية والتجارية والخدمية وكل المنازل والمساكن والشوارع والأسواق والطرقات في شطري المدينة أهداف ثابتة ومتحركة للطرف المقابل. في تعز فقط تحاصر المدينة ويعتقل المسافرين وتُنهب وتًغتصب وتُفجر المنازل وتزداد المعارك الجانبية والداخلية ويزداد العبث وتعم الفوضى وتتضاعف المعاناة.