لم تكن فعاليات الحشد الطلابي المدني الكبير الذي شهدته مدينة المكلا اليوم لطلاب وطالبات جامعة حضرموت بهذا الحضور الملفت مجرد نوهه أو مزاج عاطفي لحظي بل يمثل عمق الوعي المدني الحضرمي الحقوقي الاصيل كأمتداد لتاريخ وطني وثقافي واجتماعي مشبع بالثقافة السلمية الحضارية التي تميزت بها حضرموت تاريخيا في مختلف المراحل الوطنية المحمولة بقيمة الوعي السلوكي الراقي جدا في واجهة الاحداث حيث تحتل صدارة المشهد كارافعة متقدمة متبنيه حقوق مجتمعية رافضة الظلم والاستبداد والفساد وكل صنوف الاضطهاد السلطوية متجاوزة قيود المناطقية الاجتماعية والجغرافية حين يكون هناك تجاوز لخطوط الحقوق العامة ومصالح الناس عندما يمسهم الضر. هكذا هي حضرموت المعادلة المرجحة لصالح المظلومين ضد اوثان التسلط والمستبد. ان ما شاهده العالم قاطبة يومنا هذا يعبر عن صوت الحضارم أسرة أسرة وفردا فردا كمحصلة لموقف موحد لا يمكن يختلف عليها اثنين في جميع المطالب ولهذا من الصعب يوجد اي كيان سياسي مدني يتبنى موقفا مناهضا لما رفع من قبل جموع الحشد في وقفة المكلا في رمزيتها مكانا وزمانا. تحية لقيادة اتحاد طلاب جامعة حضرموت على قدراتها ووعيها الخلاق في التنظيم والتنسيق والمطالب والشعارات ودورها في تحصين الفعاليات من الاختراقات والفوضى . لقد فاقت كل التوقعات بصواب خطها الوطني المسئول في قيمتها الوطنية السلمية المدنية . وهذا دليل ومؤشر على رصانة الايمان الاخلاقي بطبيعة الاهداف التي خرج المئات من اجل ايصالها وبصوت عال . فهل من أذن سمعت ياسلطة حضرموت ؟ وياحكومة الشراكة ؟ هذه حضرموت تناديكم راحعوا ادارتكم ونظفوا دواخلكم ومن يمثلونكم ... كفاية فساد راجعوا قرار الزيادة في المشتقات التفطية الجائرة.. فعلوا اجهزة الرقابة والمحاسبة... هنا سلوك الدولة المدنية يرفع صوته في حضرموت. وكفى.