الحلم أو الوهم، هو ما نريده ان يكون أو نرغب به، والحقيقة ما هو كائن فعلاً، والنتائج دائماً ما هي إلا انعكاس لإفرازات الواقع، ولا علاقة لها بتأويلات الحالمين. وعدم الفصل بين الواقع والحلم أو الوهم، هو ما يؤدي لصرخات الجنون والاستغراب التي نسمعها بعد ذلك. الوهم له أشكال مختلفة: أحدهم زرع شوكاً ومنتظر أن يجني ورداً.. وآخر انتظر أن يجني ورداً قبل أن يزرعه.. وثالث منتظر ورد الآخرين لكي يسرقه.. ورابع يأخذ وردك ويوعدك بورد الآخرة، أو ورد الدولة المدنية الحديثة.. وأخطر الأوهام، وهم العلم الذي لا يوقظ الفرد إلا لثوان، فيشعل مصباحاً ثم يعود للنوم على ضوئه فينطفئ النور ويسود الظلام، وهو غارق في أحلامه، غير مدرك بأنه يغط في السواد. فتأتي الأحداث مليئة بالضجيج ومتشحة بالزيف والوهم، والإصرار على تجاهل الواقع وبيع الوهم، لن يؤدي بنا إلى أي مكان. فقط هو مرور الوقت ما يمحص الأحداث والأقوال وينقيها على أساس ما يتلوها من وقائع على الأرض، ويفرزها عندما تغيب ملكة التفكير السليم والمنهج العقلاني، ويفقد الأفراد القدرة على التنبؤ بالمستقبل، انطلاقاً من الحاضر والتجارب المتشابهة. فيخوضون نفس التجارب بمرارتها، لأنهم تنازلوا عن حقهم الفردي بالفكر الحر والإرادة الحرة، وسلموا أنفسهم ومستقبل أولادهم لأصنامهم الفكرية والدينية، وإن ضاع وطن بمن عليه