كثيراً ما نسمع أن فلاناً طلق زوجته فجأةً، أو فلانة خلعت زوجها فجأة أيضاً، هل فعلا قد يكره الزوجان بعضهما فجأةً؟؟ بدون أسباب؟ وبين عشية وضحاها يتبدل حالهما؟ طبعاً لا ولكن كما نقول ( القشة التي قصمت ظهر البعير) من الطبيعي جداً أن تتعرض مؤسسة الزواج لبعض المشكلات وكما يقال هي ملح الحياة يعود بعدها الزوجين أكثر حباً ولهفةً ما لم تزد عن حدها. قد تحصل مشكلة كبيرة نوعاً ما، فتحصل المشاجرة ورفع الصوت ومن ثم هجر بعضيهما في الكلام، قد تفعل المرأة واجباتها في بيتها كتنظيف وترتيب وطبخ.. الخ ويقوم الزوج بواجبه بجلب أغراض البيت ومستلزماته دون أن يتكلما، ينام كل منهما في غرفة منفصلة ( وهذه مصيبة اخرى سنحدد لها موضوعاً منفصلاً) يمر اليوم واليومان ربما أكثر، يتقدم أحدهما ويهمس (لننسى ما حدث ونفتح صفحة جديدة( يتقبل الآخر وتمضي الحياة ( وهنا جعلا ملفاً مفتوحاً لم يتم حله ولا ترتيبه وفتحا ملفاً آخر مع أن السابق مازال مفتوحاً) تقلبا الزوجان في النعيم أيام وأسابيع، تهامسا، تضاحكا، ذهبوا لنزهة، تناولا طعام العشاء في مطعم، شربا قهوة في كافيه! صنعت ذلك اليوم الزوجة طعاماً، لم يعجب الزوج قام من المائدة دون أن يتكلم، بادرته الزوجة ألم يعجبك الطعام؟ لقد مكثت كذا ساعة لأطبخ لك، أضعت وقتي وفي الأخير لم تأكل! لماذا؟ أنت لا تقدر تعبي ولا جهدي وووووووو الخ. تعدت كثيراً فغضب الزوج وقاطعها، مكثا هكذا ربما اسبوع وأكثر، تقدمت الزوجة تتأسف وتبرر ما فعلته بضغوط الحياة، ومن ثم أردفت قائلة ( لنفتح صفحة جديدة) تقبل الزوج ذلك وتسامحا وعلى على وجهيهما ابتسامة السعادة.. ( هنا أيضاً تركا ملفاً مفتوحا) للمرة السابعة ع التوالي تطلب منه الذهاب إلى السوق ويرفض بحجج كثيرة وواهية، تملكها الغضب هذرت كثيراً وختمتها بلا تكلمني ولا أكلمك! مضت الأيام.. تقدم زوجها يطلب منها السماح ومن ثم أردف قائلاً جهزي نفسك لنذهب للسوق حالا( خلينا نفتح صفحة جديدة)... وتركا ملفا آخر مفتوحاً كالمعتاد وكثير من تلك المشكلات الصغيرة جداً التي حتماً لا تصل للطلاق أتى الابن بنتيجته كانت سيئة جداً، غضب الزوج وصب جام غضبه على زوجته، ما هذا الإهمال، اعتمدت عليك وظننت أنك أم مربية ومعلمة ناجحة لكن للأسف أنت فاشلة... إلى آخره. طبعاً لم تصمت زوجته وأكملت لماذا رميت كل المسؤولية على كاهلي أين موقعك من الإعراب مللت وأنا أخبرك في كل مرة عن مستوى ابنك وأنت لا تبالي، وووو الخ وانفجرا الزوجان كل واحد فيهم يذكر الصفات السيئة في الآخر وتم التنقيب في الملفات القديمة أنت لا تحسنين التصرف ولا تجيدين الطبخ همك السوق والتسوق وزيارات الأهل والجيران، أنت لا تصلحين لأن تكونين زوجة!! ردت طبعاً أنت زوج فاشل بكل المقاييس لا تقدر تعبي ولا جهدي، ولا تلبي احتياجاتي حتى السوق لا تسمح لي إلا بشق الأنفس ما هذه الحياة التعيسة التي أعيش فيها لم يتعوذا من الشيطان واستكملا تبادل الاتهامات،، حتى قالها الزوج مدوية أنت طالق!!! ذهبت تبكي لأهلها طلقني بسبب أن ابني لم ينجح! تساءل الناس أيعقل أن يطلق زوجته لهذا السبب التافه؟ لقد كنا نسمع عن توافقهما! لطالما تكلما عن حياتهما وسعادتهما هل يعقل أن ينفصلا لهذا السبب السخيف؟ لا لم يكن هذا هو السبب في الطلاق ولكن كما قلنا سابقا أنها القشة التي قصمت ظهر البعير تُركت ملفات وملفات مفتوحة دون ترتيب أو إغلاق! كانا في كل مرة يُفتح ملفاً جديداً دون أن يُغلق الأول ويُحل ويُرتب! تراكمت تلك الملفات حتى لم يبقى للغفران مكان! لنتجنب ذلك نحل مشاكلنا أول بأول لا نسمح لأنفسنا بفتح ملف جديد في الوقت الذي مازال ملف المشكلة مفتوحاً لم يحل. لنحل المشكلة من جذورها ونتعاهد على تصحيح الأخطاء كل ذلك في مجلس المصالحة ومن ثم نتواعد على عدم العودة لذلك وبعدها يحق لنا فتح ملف جديد لا يعكره ملفات قديمة مفتوحة. كتب الله السعادة لنا ولكم