من الأمور الجلية في الحياة البشرية أن بناء الأسرة هو نواة بناء المجتمع هنا أو هناك باعتبار الأسرة تمثل مجتمعاً مصغراً بحد ذاتها حسب قول أحد الفلاسفة القدماء بدليل أن المجتمعات المتخلفة أينما كانت في كافة المعمورة هي امتداداً لتخلف الأسر فيها والعكس بذلك صحيح فالمجتمعات الأكثر رُقياً وتطوراً هو امتداداً لرُقي وتطور الأسر فيها أيضاً باعتبار المجتمع هو مجموع الأسر فيه هنا وهناك وطالما والأمر كذلك فأن المطلوب منا اليوم هو بناء الأسرة بناءاً سليماً ومتيناً في بلادنا وعلى كافة الأصعدة والمستويات وبهذا يصبح مجتمعنا كذلك ومن أسس ذلك البناء هو الجانب التعليمي أولاً وأخراً من خلال العمل الجاد المخلص والمتفاني بروح من المسؤولية العالية في تعزيز وتحسين الأداء التعليمي في مدارس بلادنا كافة من الصف الأول إلى الثانوية العامة وذلك من خلال تطبيق القواعد التعليمية تطبيقاً حرفياً من قبل كافة المعلمين والمعلمات وبكل أمانة وإخلاص لقول الشاعر كاد المعلم أن يكون رسولاً وكذلك محاربة. ظاهرة الغش المدرسي المدبرة الدخيلة على بلادنا والتي جاءت من رحم سياسة التجهيل التي أوجدها نظام الاحتلال اليمني ما بعد 94م وفينا من عملوا على تنفيذها بوعي أو بدون وعي حتى وصل الوضع التعليمي في بلادنا إلى ما هو عليه اليوم وهو ما يحز الألم في نفوسنا جميعاً حيث ازدادت معدلات الأمية الأبجدية في أرياف جنوبنا الحبيب بصورة مخيفة وما مدن الجنوب من ذلك ببعيد ولذلك فأن الأمر يتطلب إلى توفير الكتاب المدرسي لكافة الصفوف في مدارس بلادنا وتطوير المناهج الدراسية بما يواكب متطلبات العصر وكذلك التنسيق الدائم والمستمر بين المدرسة والآسرة . باعتبارهما مكملان بعضهما في التربية الأخلاقية والسلوكية لأجيالنا وخصوصاً في زمننا هذا المليء في انتشار كثيراً من الأمراض الفتاكة كالمخدرات وما في حكمها كما ينبغي النظر من قبل جهات الاختصاص في بلادنا في تحسين أوضاع المعلمين والمعلمات في بلادنا وتفعيل دور الرقابة على مستوى الأداء التربوي والتعليمي ومحاسبة المقصرين في تأدية مهامهم الإدارية والتعليمية في كافة دوائر التربية والتعليم ومدراء المدارس في جميع مديريات ومحافظات الجنوب الحبيب لما من شأنه تحقيق نهضة تعليمية كبيرة تنقل بلادنا إلى مصاف البلدان المتقدمة في ذلك المجال ما لم فأننا سنظل في آخر ذيل القائمة بين الأمم وهو ما لا يرضي شعبنا الجنوبي العظيم التواق إلى استعادة دولته الجنوبية الحرة وكاملة السيادة باعتبار بناء الأوطان يبدأ في بناء الإنسان فهل من مستجيب لما تناولناه نأمل ذلك والله على ما أقول شهيد.