يعتقد البعض ان "معركة مأرب" ستحدد نتيجة الحرب بين الانقلاب و الشرعية و نعتقد ان ذلك الاعتقاد خاطى و ليس بالاعتقاد الصائب و لا بالأعتقاد الدقيق و على مايبدو ان ذلك البعض عينه ينطلق من مربع "الطقس المتقلب" و الذي لاقبل له بمواجهة "صفير الريح" . و عادة ماتحدث و تقع تلك "الانعطافة المتحولة" قبيل ان يوشك الوقت المتبقي للمصلحة الجاري تثبيت احداثيات مواقفها المتغيرة و المتحولة على الأنتهاء و كلما دعت الحاجة لذلك التغير و التحول الخاضع لنزق الإرتزاق و نزعة الانتفاع و الفضل في ذلك يعود إلى تمكينهم بين الفينة و الأخرى من امتلاك "مجسات الاستشعار عن بعد "و التي تستطيع ان تحدد و بدقة متناهية اين هي المصلحة . غير ان الاندفاع الاستباقي المنطلق من منصة افتراضية سقوط مأرب يبدو هشا واسطوانة اندفاعه مكررة و ليست بالتي ستخر أسوار مأرب لها خاضعة مستسلمة عند سماعها . و التواطؤ الاقليمي و الدولي المتفق على اسقاطها-أي مأرب اسبابه صنعت و حيكت منذ أول يوم للحرب و هل للحوثيين هدف أكبر من إسقاط مأرب . و لكن مالايدركه ذلك البعض وهم يضللون "الرأي العام" بهجماتهم الاستباقية هو ان سقوط مأرب لا يعني هزيمتها و لكنه يعني ان المعركة الحقيقية التي لاطاقة للحوثيين بتحمل اكلافها هي التي سيواجهونها فور ان تسقط مأرب و لن تكون كباقي المعارك التي خاضوها قبل السقوط . و لا نعتقد ان "الشعارات المبهرجة بالوان الدفاع عن الدولة و رجالها كافية لحجب الحقيقة الناصعة كالشمس في رابعة النهار .. و عن أي دولة يتحدثون و "الجمهورية اليمنية" بقضها و قضيضها و إلى قبيل اندلاع الحرب لم تكن أكثر من "هامش دولة" ضعيف و مهترئ و بحاجة لإصلاحات سياسية و اقتصادية من رأس الهرم إلى قاعه و اليمن قاطبة و على امتداد تاريخها السياسي الحديث ليست إلا قبيلة تفرق دمها بين قبائل عنزة و عتيبة . و لكن لماذا الآن بالتحديد يتم حرف مسار الحقائق و بهرجتها بالوان الوطنية و خلط اوراق المشهد ..؟! و في حين ان "المتغيرات الواقعية" و التي لم تكن متوقعة و التي لا تصب في مصلحة جماعة "اصحاب الطقس" و كهنة "غرب الساحل" تؤكد ان الدائرة دارت على الانقلاب وادواته . و الأهم لماذا يلتزم "اللا جمهوريين" بالهدنة السارية بين "طرفي اتفاق استكهولهم" و هم في الاساس لا يعترفون بالحكومة الشرعية و مع ذلك لم تنفك بيانات متحدثهم الرسمي تطالب الحكومة الشرعية بنقض الاتفاق و كسر الهدنة ..!! و كيف لنا ان نتفهم إحجام "مبهرجوا الوطنية" عن الخوض في ذلك التناقض المريب و لو بتغريده تفسر موقفهم المحجوب و البعيد كل البعد من اهتمامات مجهر وطنيتهم . و ما وجه العلاقة بين "جيش سناح" و "اولاد سجاح" و ما الفرق بين "وطنية الأمس" و "وطنية اليوم" و لماذا كل هذا التنقل و القفز البهلواني نيلا من "القيادة الشرعية" و "الجيش الوطني" و "قبائل مأرب" و لماذا التنبؤ الاستباقي والذي ينذر بوقوع الهزيمة في مأرب و في هذا التوقيت و الذي لا تتقاطع مؤشراته الإيجابية مع لعبة "ضرب المنادل" و لغتها الشعبوية المندفعة كعاداتها المعتادة مع كل تحول و تغير لمواقفها . و كيف كانت "الشقيقة الكبرى" في ميزان وجهات أنظارهم و تغريداتهم و منشوراتهم وكيف اصبحت.. و كيف تغيرت مقاييس العرض و كيف اختلفت معايير الطلب و مع من هم و ضد من و عن أي وطن يتحدثون و كيف لنا ان نفهم و نعي وطنيتهم المختل توازنها . وللعلم ان ذلك البعض هو ذاته البعض الذي كان يوما حراكيا و وثب انتقاليا و مالبث وحدويا وبات جمهوريا ولن يمنعه مانع عن اللطم في "حسينية بدرية" متى مااصبح الطقس ملائما للطم .