الشيء الجميل أن البرنامج لا يخضع لخارطة إعلامية تأتي من تحت قبة وزير الإعلام في نظام دولة شمولية أو حزب حاكم أو منظمة قاعدية مشرفة على البرنامج كبرنامج شاهر مصعبين "فلاش" الذي طار بعد الوحدة لما مثله من نقد على سياسة الدولة وبعض القوانين في بعض الوزارات.. فكان البرنامج التلفزيوني "فلاش" محبوباً لدى عامة الناس وحقق شهرة كبيرة لصاحبة لمستها عند عودتي من دولة الكويت من خلال تقدير عامة الناس لمقدم البرنامج، فما أن يحل على أي وزارة أو تجمع أو سوق عام فتلمس ترحيب شعبي كبير من الناس وذلك كان عام 1988 أي قبل الوحدة التي لم يعجبها البرنامج لان نهجه كان سيعري نظام الجمهورية العربية اليمنية في الفساد وجعل وزير الاعلام والرئيس عفاش بكله يرفع سماعة التلفون ويصرخ : ((ادلي الوزير ومدير التلفزيون.. ما هذا الذي تعملوه في التلفزيون يا وزير ويا مدير)) وطير رؤوسهم الاثنين من الاعلام الجميل ببرنامج فلاش ما أن يتناول مؤسسة أو وزارة بوثائقه بالنقد إلا ويستلم ردة الفعل بالتغيير كما حدث مع وزارة الدفاع لتوقيف التجنيد الإجباري لشريحة معينة من الشباب واعفاهم من الخدمة العسكرية خاصة وذلك كونهم الذكور الوحيدين في أسرهم هذا ما معناه أنه تصرف إيجابي من قبل الدولة في أجهزتها الأمنية والتنفيذية، كما حدث في السابق مع الأجهزة الأمنية وبتوجيه من الرئيس حدث سرق احد العمال في الجمعية حبة بيض تمت محاكمته وحكم عليه بالإعدام مع وقف التنفيذ، كانت الناس تضع اعتبار للدولة وما فرضته تلك الدولة من رهبة وخوف لدى الشعب والمسؤولين وزراء ومدراء وغيرهم فلن يجرؤ كائن من كان أن يسرق من أموال الدولة أو يحتال ويزور في وثائق المشتروات او استلام العمولات الذي رسا على شركة في قطاع خاص الفرق بين برنامج "فلاش" وبرنامج "من المسؤول" أن الأخير بانتهاء حلقة البرنامج كلما قيل فيها لا تجد تحركاً من قبل الدولة ضد الوزير الفلاني أو المدير الفلاني حتى القاضي فلان الكل متورطون في النهب والسلب في اموال الدولة من الدولارات، مثلا في كهرباء عدن كما شاهدنا ورأينا وثائق الفساد المتورطون فيها من زيركم إلى مدرائكم في المحطات نهبتم الدولارات وأموال بطرق كثيرة كما أوردها "صلاح تواهي" في برنامج "من المسؤول" وبالدليل والوثيقة مما تسبب في انقطاعات الكهرباء بعشرات الساعات وارتكاب جرائم ضد الشعب والعجزة والأطفال لتعذيبهم بالحرارة تباً لكم من حكومة لا تخلو من الفساد.. ويا عزيزي كلنا لصوص.