تحدث الكثير من المراقبين والمحللين السياسيين عن استراتيجية الفوضى الخلاقة بهدف انشاء الشرق الأوسط الجديد. ما توقعه العديد منهم هو تقسيم الدول العربية إلى دويلات. لكن كما يبدوا من الظاهر ان هذا لم يحدث. هل هذا يعني أن إستراتيجية الفوضى الخلاقة ومشروع الشرق الأوسط الجديد قد فشل؟ التقسيم الجغرافي للدول العربية إلى دويلات لم يحدث حتى الآن، لكن ما حدث هو أسوأ. لقد نجحوا في تقسيمنا إلى طوائف وقوميات وجهويات وقبائل، كثر الحديث عن أصل العرب وعن الطوائف والمذاهب...الخ. سايكس بيكو رسم خريطة الوطن العربي على الورق أو الرمال, وهذا الرسم قد يمحوه الزمن. لكن ما رسم الآن أو نحت هو في الصدور، قد يعجز الزمن أن يمحوه. عنصرية بغيته مدمرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عنها "دَعُوهَا فَإِنَّهَا مُنْتِنَةٌ". لعل أحفاد سايكس بيكو أدركوا أن تلك الخريطة التي رسمت لم تؤدي كل أهدافها، وارادوا أن يكملون ما تبقى من أهدافهم . يذكرني هذا بنوع من أفلام هوليوود التي تكون غالباً بعنوان (Unfinished business) عمل لم يكتمل أو ما شابه، أفلام رعب، موتى يعودون للحياة للانتقام، افلام مخابراتية لفرقة مقاتلة تعود لبلد ما لإجراء عملية عسكرية لتكملت عمل لم يكتمل أثناء الحروب أو الإستعمار. لم يغزوا بجيوشهم كما فعلوا في الماضي، بل صنعوا جيوش "وطنية" عسكرية وسياسية وإعلامية "ذباب إلكتروني" لتقوم بالدور. اعتمدوا على الغزو الفكري أو ما عرف بحروب الجيل الرابع أو الحروب الناعمة. هل أدرك أحفاد سايكس بيكو أن الرسم على الرمال تزيله رياح التغيير؟ هل سوف ينجحون في تكملت مالم يكمله "آبائهم المؤسسين" من تمزيق هذة الأمة؟