معالي الوزير : قبل الخوض في فصول المقال لقد رأيت ان ذكرك بما خاطب به الله ورسول وعلماء المسلمين .. من يحتمل راعية ومسؤولية العباد .. وأنت كمسلم واجب عليك أن تقرأ هكذا . لأن الله استرعاك بالامانة وهي مسؤولية وزارة التعليم العالي فيقول الله عن الأمانة (إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ). وأذكرك بحديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: (أَلَا كُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، فَالْأَمِيرُ الَّذِي عَلَى النَّاسِ رَاعٍ، وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، .. إلى أن قال " أَلَا فَكُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ) متفق عليه. و يقول العلماء:" الراعي هو الحافظ المؤتمن الملتزم صلاح ما قام عليه وما هو تحت نظره، ففيه أن كل من كان تحت نظره شيء فهو مطالب بالعدل فيه، والقيام بمصالحه في دينه ودنياه و متعلقاته. معالي الوزير .. إن الكثير من الطلاب الذين لا حول لهم ولاقوة والمستحقين لهذه المنح الدراسية والذين حرموا منها منذ سنوات لم تلحظهم عين الوزارة ، إذ لم يشفع لهم تخصصهم العلمي الدقيق وتفوقهم سواء في الثانوية او البكلاريوس او الماجستير بتقدير امتياز من الحصول على منحة مالية تساعدهم في مواصلة دراستهم إلا انهم يواجهون مماطلات ووعود زائفة .. معالي الوزير .. يتحدث الكثير من المتقدمين للمنح والمساعدات المالية في أروقة وزارة التعليم العالي ومبنى البعثات بمدينة خور مكسر بمحافظة عدن عن وجود سماسرة من داخل الوزارة ومن وزارات أخرى للمتاجرة بالمنح الدراسية واستخراج قرارات الابتعاث في غضون فترة وجيزة ولكن لكل شيء ثمنه كما يقال ويذكر أن إجراءات روتينية مملة وطويلة توضع أمام المتقدمين لاستيفائها ، فيما يماطل المختصون في إكمال معاملات الطلاب ويبتكرون الأعذار الواهية وقد تضيع وثائق الطلاب أو حتى ملفاتهم وأحياناً تخلو مكاتب الوزارة من المختصين . معالي الوزير .. عشرات المترددين على الوزارة تحدثوا بمرارة عن مرور أعوام مضت دون حصول أقربائهم على المنح أو المساعدة المالية رغم انقيادهم بشروط استحقاق المساعدة المالية . و بسبب كثرة المماطلة اضطروا للاعتماد على سماسرة لهم علاقات في الوزارة لاستخراج قرار المساعدة المالية مقابل ألفي دولار.- طبعا - فهل هذا محض إفتراء ؟ معالينا الحبيب .. تلوك بعض اللألسن أن لوبي الفساد من تجار المنح وشبكات السمسرة وأعوانهم بالوزارة معروفون لدى قيادة الوزارة وممثلي الأجهزة الرقابية فيها وأن مسالة اكتشافهم ليست بالأمر الصعب ولا تحتاج إلى معجزة بقدر ما تحتاج لوجود نية لإيقاف فسادهم وعبثهم بمستقبل الوطن فهناك من أبنائكم وأبناء الوكلاء ومدراء الدوائر من حصل أبناءهم على منحتين او ثلاث منح على حساب المتقدمين ولا يخضعون لإي أجراءت او متابعات فهم ينالون هذه المنح كونهم أبناء مسؤولين في وزارة التعليم العالي . فما ردك على قولهم ! ختاماً معاليكم .. إن العشرات من الطلاب والطالبات أبناء الفقراء من خريجين الثانوية والبكلاريوس والماجستير بتقديرات عالية لم يتمكنوا من الحصول على فرصة ابتعاث للدراسة في الخارج...لأنهم ليس معهم وسطاء ..فكيف تفسر ذلك معالينا .