العصبية المقيتة تحكم تصرفاتنا .. العصبية أعمتنا فلم نعد نرى شيئا على حقيقته أصبحنا ننصر الظالم لأنه من قبيلتنا أو من حزبنا.. فأين نحن من حديث النبي فقد قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "دَعُوهَا فَإِنَّهَا مُنْتِنَةٌ".. وأين نحن من قوله عليه الصلاة والسلام: "انْصُرْ أَخَاكَ ظَالِمًا أَوْ مَظْلُومًا فَقَالَ رَجُلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنْصُرُهُ إِذَا كَانَ مَظْلُومًا أَفَرَأَيْتَ إِذَا كَانَ ظَالِمًا كَيْفَ أَنْصُرُهُ قَالَ تَحْجُزُهُ أَوْ تَمْنَعُهُ مِنْ الظُّلْمِ فَإِنَّ ذَلِكَ نَصْرُهُ". أم أننا اكتفينا بجزء من الحديث فنصرناه ظالماً فقط دون العودة إلى تفسير النبي صلى الله عليه وسلم لها كما وردت في سؤال الرجل ورد الرسول صلى الله عليه وسلم على سؤاله وبيان معنى نصرته ظالما. أليس هذا البيان الذي يصدر عن بعض القبائل وتبني بعض المواقع الالكترونية من باب مناصرة الظالم على ظلمه... اتقوا الله ولا تظلموا المظلوم مجاملة ومحاباة للظالم وتعصبا له.
كيف نتضامن مع القتلة ضد المقتولين؟؟؟!!! أين يذهب دم المقتولين وفي رقبة من يكون؟؟ لو سألت هذا الشيخ وقيادات بل وأعضاء وأنصار حزبه .. أنتم حريصون على أن تكونوا في السلطة فلماذا كل هذا الحرص؟ أليس من الأجدى أن تتوجهوا لتربية المجتمع تربية إسلامية صحيحة خالية من الشوائب والخزعبلات؟ ستجد الجواب بلسان واحد وقد حفظه الجميع... نحن نريد أن نقيم شرع الله في الأرض، ولا يمكننا فعل ذلك إلا إذا كانت السلطة في أيدينا!!.
ونحن نسأل أليس بإمكانكم أن تقدموا مثالاً طيبا بالوقوف مع المظلوم ضد الظالم؟ أليس في مقدوركم أن تردوا صاحبكم عن ظلمه وتقنعوه أن يسلم القتلة؟ أم أن هذا ليس في شريعتكم؟ قال تعالى: ((أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ)). وقال تعالى: ((أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَآءُ مَن يَفْعَلُ ذالِكَ مِنكُمْ إِلاَ خِزْىٌ فِي الْحَيَواةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الّعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ أُولَائِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُاْ الْحَيَواةَ الدُّنْيَا بِالآخِرَةِ فَلاَ يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ)). إذن فالعصبية أعمتنا عن رؤية نصوص القرآن والسنة والعصبية هي الداء الذي لا يبرأ إلا بالتمسك بكتاب الله وسنة رسوله دون اجتزاء أو تحويل أو تحوير.
نسألك اللهم الهداية وأن تجنبا العصبية ما ظهر منها وما بطن – اللهم ردنا إلى دينك رداً جميلاً!.