هكذا حال التعليم في في مناطق سيطرة الحوثيون منذ أن أشعلو حربهم العبثية في صيف 2014، ارتكبو العديد من الانتهاكات طالت واستهدفت قطاع ومؤسسات وأحدثت كثيرًا من الأضرار سلسلة من التعسفات بحق أكاديميين وطلاب وطالبات الجامعات الحكومية والأهلية تنوّعت بين القمع والإذلال، والاختطاف والتجويع والملاحقات والفصل الوظيفي ,تعرض التعليم ، لانتكاسة كبيرة، وكارثة حقيقة وتدمير ممنهج . منذ انقلابهم على السلطة الشرعية أقدم الحوثيون على ممارسة الكثير من الانتهاكات في حق التعليم والمعلم معا، ابتداء من تعيين شقيق عبد الملك الحوثي وزيراً للتعليم، الذي لا يحمل أي مؤهل علمي يجعله مستحقا لهذا المنصب، سوى أنه درس على يد والده بدر الدين الحوثي، تلاها تغيير المناهج وزج سيرة مؤسس جماعتهم في المقررات الدراسية، ليصبح المعلم رسولهم في نشر أفكارهم المتطرفة للأجيال القادمة، محافظا بذلك على أبسط حقوقه، باستمراره في وظيفته دون الحصول على أدنى المستحقات، والعمل في الميدان ببطن خاوية، بعد أن حصرت خياراته بين أمرين فقط، العمل بدون راتب، أو الفصل والاستبدال. ونستطيع القول ان هذه المليشيات لم تكتفِ بارتكاب هذه الانتهاكات، بل قامت بإقصاء المعلمين والمعلمات فضلاً عن قيامها خلال أربع سنوات باختطاف مئات المعلمين من مدارسهم ومنازلهم والزج بهم في سجونها، واتهامهم بالخيانة والعمالة ان هذه المليشيات لاتتوانى في ارتكاب أبشع الانتهاكات في حق هذا الجيل، إذ حولت المدارس الواقعة تحت سيطرتها إلى محاضن طائفية لتجنيد الطلبة للقتال بطرق مختلفة، وتنفيذ دورات تعبوية، وتصدر التعميمات المفخخة لخدمة أجندتها الهادفة لمسخ الهوية اليمنية، ومحاولة استبدالها بهوية دخيلة تقوم على توجهات وأفكار طائفية إيرانية ، مما أدى إلى تضاعف أعداد الطلاب المتسربين من المدارس مما يسهل استقطابهم والزج بهم في معركتهم الطائفية الإيرانية ضد الشعب اليمني والهوية اليمنية والجمهورية . وعلى مدى السنوات الماضية منذ سيطرتها على العاصمة صنعاء ومؤسسات الدولة اليمنية ، سعت مليشيا الحوثي إلى تغيير المناهج التعليمية، وبالأخص في المرحلتين الابتدائية والإعدادية بشكل يخدم أفكارها وأيديولوجيتها، وزرع تعليماتها وأجنداتها في أذهان الطلاب، وعملت على تكريس تعليمات وصور ودروس "قيادات هذه الجماعة"، وحذفت الفتوحات الإسلاميةَ وسير الصحابة وأمهات المؤمنين من المناهج التعليمية. وتستمر هذه المليشيات بتدمير التعليم وتسعى جاهدة إلى تغيير قيم المواطنة والمساواة والهوية الحضارية، وإذابة الفوارق الطبقية والعنصرية والطائفية في البلاد مارست هذه الخطوات بجريمة خطيرة نذرت بكارثة حقيقية وتنذر بكارثة آبدية على تدمير مستقبل الأجيال، مما يهدد بتغيير فكر الأطفال، وخلق جيل مشوه وعدائي على المدى البعيد يعتنق الفكر الطائفي والمذهبي". حيث أنه في ظل سيطرتها على وزارة التربيةوالتعليم ووزارة التعليم العالي الحكومي والأهلي عملت على حوثنة التعليم والعملية التعليمية، بتغيير المناهج الدراسية للمدارس الحكومية والأهلية واضافة مواد تابعة لها في المناهج المقررة للجامعات الحكومية والأهلية، ووجهت بتدريس مناهجها وأفكارها الطائفية المتطرفة، وهذا ما من شأنه تح لها ويتيح في ظل استمرار سيطرتهم لهم السيطرة على عقول ملايين الطلبة في مناطق سيطرتهم . لعل الجميع يعرف ان الهدف من وراء تغيير المناهج الدراسية هو تفخيخ عقول الطلاب وشحنهم طائفياً، والزج بهم في جبهات القتال، وكذا تبييض صورتها كمليشيا انقلابية تابعة لإيران خاضت 6 حروب ضد الدولة اليمنية، وهو ما تم من خلال حذف كل ما له صلة بتمرد صعدة في المناهج الدراسية، واستبداله بإشارات إيجابية عنهم، والانقلاب الذي قاموا به بصفته "ثورة"، فقاموا بالتحريف الواسع لتاريخ اليمن، وتغيير القضايا المتعلقة بالثورة اليمنية ضد النظام الإمامي وتمجيداً له، ومحاولة ترسيخه من جديد بعد أكثر من نصف قرن من الثورة عليه عام 1962 والانتقال للنظام الجمهوري .