يا فخامة الرئيس ما بعد هذا كله إلا استخراج شهادة وفاة جماعية للشعب، وشهادة لصوصية لمن تبقى منهم، ماذا تنتظر يا فخامة الرئيس؟ فشعبك يموت، نعم إنه يموت جوعاً، ولصوص هذا الوطن سالت كروشهم من كثرة النعيم الذي يرفلون فيه، فالحق شعبك، فطائفة منه سيقضي عليها الجوع، والطائفة الأخرى وهي القليلة، ستقتلها التخمة، فاللصوص كغنم جائعة نفشت في الزرع فأكلت حتى تفجرت، فاللصوص أكلوا من هنا وهناك حتى كادت تقتلهم التخمة. اصرخ يا فخامة الرئيس، ووجه بصرف كل المعاشات المتأخرة، واطلب من دول الخليج المساعدة، وإلا فلترفع يدها من على أرضنا، فشجعاننا يقتلون في الجبهات، ومنهم من يموت على فراشه، لأنهم لا يجدون ما يتعالجون به، ولا ما يأكلونه، ففضلوا الموت على هذا الذل، والمهانة، فاصرخ ووجه بصرف المعاشات، واعمل على توفير الخدمات فنحن جديرون بالحياة الكريمة، فنحن شعب السعيدة، وشعب الأرض الطيبة، فلابد من سعادتنا وطيب حياتنا. شعبك يا فخامة الرئيس بدون معاشات منذ أشهر، فما فائدة الحكومة إن لم تستطع توفير الراتب؟ ما فائدة الحكومة إن لم تستطع توفير الخدمات؟ يا فخامة الرئيس: نحن الشعب الوحيد في العالم الذي لنا دولة، وحكومة وثروات، ولكننا شعب بلا معاشات وبلا خدمات، فوجه توجيهاً صريحاً بصرف المعاشات كل المعاشات، ففي مثل هذه الأيام في عهد سلفك الزعيم الصالح كان الموظف يسأل عن إكرامية واليوم لا يسأل إلا عن معاشه الذي فقده منذ أشهر، فوجه بصرف معاشات العسكريين، فأنهم بلا معاشات، إي والله إنهم بلا معاشات منذ سبعة أشهر، فهل تعلم بذلك؟ فخامة الرئيس: نحن شعب جدير بالحياة الكريمة، ولكننا افتقدناها، نحن شعب حر جدير بلقمة نظيفة، فوجه بصرف الراتب، وبتوجيهكم سيلتف حولكم الشعب، وسيهتفون باسمكم، فشعبنا طيب ولا يطلب السمين، ولكنه يقتنع بالقليل الناشف. فخامة الأخ الرئيس: جدد في مسؤولي شرعيتك فقد شاخوا، فغيرهم، وقد ترهلوا فغيرهم، وقد ملتهم مناصبهم، فغيرهم، وقد عاثوا فساداً فغيرهم، جدد خلايا الشرعية بدماء جديدة، فمن تعود على الكسل والدعة واللصوصية لن يقدم للوطن شيئاً، فخذ قلمك وغير، واختر الأفضل، فالشعب يشكو الجوع، ويشكو المهانة، ويشكو من كثرة اللصوص، وإن طلبت منا كشفاً بأسماء أصحاب الكروش، فسنرفع لكم بمن يجلسون على كرسي الدجاجة التي تبيض ذهباً، فيأكلون بيضتها ببياضها وصفارها، ولا يتركون لهذا الشعب إلا القشور، فغير، وسترى نتائج التغيير. فخامة الرئيس: شعبنا الشعب الوحيد الذي يعيش بين مسؤولين يرفلون في النعيم، وهو يموت من الجوع، فحقق العدل بين أبناء شعبك، ولتكن أول خطوة صرف المعاشات، وتوفير الخدمات، ولن يتحقق هذا في ظل شرعية شاخت فغير، وجدد في مسؤولي شرعيتك، وسترى النتائج، فالماء الآسن لا يصلح للشرب. ختاماً فخامة الرئيس: قلت قولي هذا حباً فيكم، وحباً في صدقكم، وأتمنى أن ينعم الشعب في عهدكم، لأنكم أصدق رئيس يسعى لخدمته، ولكن الظروف حالت دون ذلك، ولهذا فلتكن البداية من التوجيه بصرف المعاشات، فالعسكريون بحاجة لسماع هذا التوجيه، خاصة مع اقتراب شهر رمضان، ودمتم.