قم أيها القلم، ونبه الحكومة بأن القوات المسلحة والأمن قاربوا على إكمال الشهر الخامس وهم بلا معاشات، فبالأمس سلمتهم الحكومة راتب شهرين قاسمهم فيه المتقاسمون، واليوم هو اليوم الثامن من الشهر الخامس وهم بلا معاشات، فلا تراكموا عليهم الشهور فوق الهموم، فالراتب لا يكاد يجيب همه، ورغم ذلك لا يتسلمونه كل شهر ،فهل ستتنبه الحكومة الغافلة عن عساكرها لهذا الأمر؟ تواصل معي أحد الجنود، وقال لي: بالله عليكم اكتبوا عن معاناتنا، واكتبوا من الآن، فنحن على يقين أن معاشاتنا لن يأتي منها إلا الفتات مع شهر رمضان، وسيخصم القادة الخصوم الكثير منها، فبالله عليكم، بالله عليكم اكتبوا لعل الرئيس يسمع كلامكم، لعل رئيس الوزراء يسمع كلامكم، لعل وزيرا الدفاع والداخلية يسمعان كلامكم، ويوجهون بصرف معاشاتنا هذه الأيام، ولعل توجيههم أن يكون الصرف عبر الحوالات حتى نتجنب الخصومات غير القانونية من معاشاتنا التي تعثر صرفها منذ أشهر. أيها المسؤولون في الدولة والحكومة والانتقالي، وكل المسؤولين في كل المكونات السياسية، هل يرضيكم توقف معاشات الجيش والأمن؟ وهل يرضيكم الخصم غير القانوني لمعاشات الأفراد؟ إذا كان يرضيكم فسكوتكم دليل على ذلك، وإن كان لا يرضيكم هذا الخصم، فلتطالبوا جميعكم أن يكون الصرف عبر الحوالات كل فرد باسمه، ورقمه العسكري، فرمضان قادم، والعيد بعده، والحياة صعبة، فلا تجعلوا المواطن يرفع يده إلى الله ليدعوا عليكم، فدعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب. تعب القلم من الكتابة عن معاناة أفراد القوات المسلحة والأمن، فكيف بهم؟ كيف بحال الجندي والصف والضابط الذي أرهقه انتظار الراتب؟ كيف بمن يرى خصومه يبنون عماراتهم وعقاراتهم، وفللهم من معاشه؟ يا سادة لن تقوم لنا قائمة ونحن نرى مظلمة إخوة لنا ولا نغضب لهم، ولا نزمجر معهم، فمتى سنغضب؟ ومتى سنحس بهم؟ فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول: ما آمن بي من بات شبعان وجاره جائع إلى جنبه وهو يعلم به. يا رسول الله: كلنا هذه الأيام نعلم بإخوة لنا وهم يطوون الشهر تلو الشهر، ولا يجدون ما يأكلونه إلا الذل والمهانة من التجار، وننام ونحن شبعانون، وربما ينام بعضنا وهم متخمون، يا رسول الله: يبات جيراننا من العسكريين ونحن نسمع صياح أطفالهم، لأنهم لا يستطيعون أن يوفروا لهم علبة حليب، يبكي أطفالهم كل يوم وهم ذاهبون إلى مدارسهم لأنهم يذهبون بزي ممزق، ولا يستطيع ولي أمرهم توفير المصروف اليومي لهم، فهل نحن مؤمنون؟ أتمنى على القيادة السياسية أن تصرف كل الأشهر للعسكريين، وعبر الحوالات كل فرد باسمه، فهل سيتحقق هذا الحلم البسيط للعسكريين؟