سمعنا عن أحد القادة الذين جمعوا أموالاً طائلة كوفر، ولم يستحوذ عليها، ولكنه وجه بتوزيعها بالتساوي على أفراده، إن صح هذا الكلام فهذا القائد يعتبر نادراً، وفلتة في هذا العصر الذي اكتظ بالقادة اللصوص، فالقادة اليوم منهم من يبني امبراطوريات مالية من عرق المساكين وكل هذا يحصل أمام مرأى ومسمع كل الناس، فهم يسرقون معاشات الجنود المساكين الذين لا حول لهم ولا قوة، وينتشر هؤلاء القادة في مساحة جغرافية متقاربة، وكل شهر يأتي يتمادى أولئك القادة في الخصم، فهذا الشهر جاء راتب شهرين فتخيلوا أن بعض الجنود لم يتسلم من راتبه للشهرين إلا أقل من راتب شهر، إي والله أقل من راتب شهر، وبعضهم راتبه يفوق ال 200000 للشهرين، ولكنه لم يستلم إلا أقل من مئة ألف، يا الله ما هذا البلاء الذي نحن فيه؟ وما هذه الهوامير التي تلتهم رواتب العسكريين المساكين الذين لم يجدوا من ينصفهم؟ أكثرت من تكرار المقال تلو المقال عن هوامير ولصوص الراتب التي نكتبها قبل كل راتب، وبعده، وأحزنني منظر أولئك الجنود المساكين الذين لا حول لهم ولا قوة الذين تسلموا فتات ما تبقى من معاشاتهم التي أكل قادتهم النصيب الأكبر منها، فترددت في الكتابة فقلت لعل الرئيس لا يدري عن النهب من معاشات جنوده، فقلت لعلي أنبهه لهذه النقطة الهامة التي أثرى من خلالها هؤلاء القادة ثراء فاحشاً. صاحب الفخامة تواصل معي جنود يشكون قادتهم اللصوص، فمن أولئك القادة من خصم نصف الراتب، ومنهم من خصم ثلثيه، وإذا طلبتم منا أسماءهم فسنرسلها لكم، وبتوقيعات جنودهم وإمضائهم، فهل ستحركون سوط التغييرات لأولئك القادة اللصوص؟ فخامة الأخ الرئيس: هناك قادة شرفاء لا يخصمون من معاشات جنودهم إلا مبالغاً تفي بحق من يقوم مقام هؤلاء الجنود حال غيابهم، فلهم كشف بذاتهم، سنرفعه لكم إن طلبتموه لتكريمهم والإبقاء عليهم. صاحب الفخامة الأخ الرئيس هادي جنودكم انتظروا قدوم الراتب، ولكن قادتهم خصموه، وشكروه، وأكلوه في بطونهم ناراً تلظى، فيا فخامة الأخ الرئيس ارأف بجنودك، وحاسب قادتهم، فإنهم قد أسرفوا في الخصم من معاشات العسكريين، اللهم إني قد بلغت اللهم فاشهد.