منذ أن أطلق ذلك المجرم ميكافيلي مقولته الشهير ( الغاية تبرر الوسيلة ) أمعنت قوى الشر في استخدامها بطريقة فجة منافية لكل القيم والأخلاق ودونما مراعاة للنتائج الكارثية التي تترتب عليها وتلحق الأذى بالضحايا. وهاهي قوى الشر الدولية والاقليمية والمحلية والتي اتخذت من اليمن ساحة صراع لتصفية حسابتها القذرة ..تستثمر هذه المقولة أبشع استثمار متجاهلة أنات الضحايا وصراخ الأطفال وآلام المجروحين ففي الوقت الذي يجلس فيه أقطاب الصراع للمفاوضات في أفخم الفنادق ويأكلون أشهى المأكولات ويحتسون أعذب المشروبات ويتبادلون القبلات الحانية ... يوعزون لعبيدهم بأن يستخدموا أصوات المدافع وأزيز الرصاص وسحق أبناء الشعب اليمني بأبشع الوسائل للسيطرة على الأرض وذلك لكي يعزز كل طرف موقفه التفاوضي للحصول على النصيب الأكبر من الغنيمة . ضاربين عرض الحائط بأدميتنا وإنسانيتنا وحاضرنا وماضينا وتاريخنا . وهذا هو جوهر تلك المقولة الوقحة ...لك الحق أن تستخدم أقذر الوسائل للحصول على غايتك وأكثر ما يحزن النفس ويدمع العين ويدمي القلب ويفطر الفؤاد ...هو العجز التام للحكومة والمواقف المهينة الهزلية المخزية التي تتخذها حيال ما يتعرض له الوطن والمواطن من نكبات ومآسي ومصائب وحيال عبث أقطاب الصراع الذين لا يبالون بالشعب ولا يحسبون له حساباً... حتى غدا حالنا كالأيتام على موائد اللئام لا يؤبه لهم وينتظرون الفتات المتساقط من تلك المائدة النجسة. كل ذلك يحصل لأننا فرطنا في سيادتنا وقيادتنا وسلمنا زمام أمورنا إلى تحالف هو نفسه أداة من أدوات الاستكبار العالمي وعبد من عبيد هم .. وحاله معهم لا يقل سوءاً عن حالنا . والأكثر إيلاماً من ذلك كله الصمت المريب والمواقف المخزية للرئاسة والتي لا تقل فضاحة من فضائح الحكومة . لقد أوصلتنا قيادتنا وحكومتنا إلى أسوأ مراحل الإذلال والمهانة والانبطاح ...مما شجع عصابة مارغة إرهابية كعصابه الحوثي للتطاول والتعالي والتكبر والتبجح حتى أصبحت نداً قوياً وعنصراً فاعلاً في كل جولات المفاوضات . فرغم أنهم عبيد لملالي إيران ويتبجحون بذلك ..إلا أنهم عبيد ذوو فطنة وحنكة ودهاء بعكس عبيدنا الذين يمارسون دور العبد الذليل الهين المستكين الذي لا يجد إلا لغة التنفيذ لأوامر سيده ولو على حساب كرامته وقيمه ووطنه وشعبه . ولهذا أصبح موقف الشرعية وحلفائها هو الموقف الأضعف في كل جولات المفاوضات . وها هي هذه الجولة اليوم والتي تجري بمباركة دولية ورعاية عمانية تتم في ظل مواقف مخزية للشرعية وللتحالف لأنهم واقفون على أرض رخوة ومتكؤون على جدار هش وينطلقون على خيل عرجاء . فأين الشرفاء والأحرار من أبناء هذا الوطن المعطاء ليرفعوا أصواتهم أمام هذه المهازل وينقدون الوطن من السقوط إلى الهاوية .