للأسف الشديد ما إن يهل علينا شهر رمضان المبارك إلا وجشع التجار يتعاظم وطمعهم يزيد دون أن تمنعهم روحانية هذا الشهر الفضيل وحرمته وقدسيته عن استغلال المواطن ورفع الأسعار … فبدلاً من أن يبتهلوا ويتضرعوا إلى المولى عز وجل وتلهج ألسنتهم بالدعاء بأن يبلغهم رمضان ويوفقهم لقيامه وصيامه وعمل الطاعات فيه كونه قد اختصه الله بفضائل كثيرة لا تعد ولا تحصى أبرزها مضاعفة الأجر والثواب أضعاف مضاعفة على ما هي عليه في سائر الأيام ، ففيه ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر وعملها يَعْدِل عمل 83 عاماً ، فبدلاً من كل ذلك تجدهم يعدونه فرصة سانحة لجني الأموال وتحقيق أكبر قدر ممكن من من المكاسب والأرباح حتى وإن كان بافتعال الأزمات والاحتكار ورفع الأسعار .!!. فكثير من التجار يرفعون الأسعار بصورة كبيرة جداً وبلا رحمة أو شفقة بالفقراء والمعدمين والمساكين ، ويحتكرون حتى المواد التموينية والسلع الضرورية ويختلقون الأزمات دون أن يردعهم وازع من دين أو ضمير ، بل قد درجت العادة عند التجار الجشعين أن يستقبلوا رمضان برفع الأسعار بصورة متعمدة بقصد تعويض ما يدفعونه من الضرائب وزكاة الأموال ، مستغلين غياب الجهات المختصة المنوط بها مراقبة الأسواق وضبط المتلاعبين بالأسعار ومحاسبتهم ..!!. وما يحز في النفس أن متاجر السلع الغذائية في العديد من مدن الدول الغربية مثل بريطانيا وكندا وأمريكا تقدم خلال شهر رمضان المبارك تخفيضات هائلة تصل إلى 50% على مختلف السلع الغذائية والمنتجات الرمضانية وعلاوة على ذلك تكتب فوقها عبارات تهنئة للمسلمين بمناسبة شهر رمضان المبارك ، أما ألمانيا فتقوم بإعفاء أصحاب الأسواق والمطاعم الإسلامية من الضريبة من أجل دفع هذه المطاعم الإسلامية وحثها على تخفيض أسعار المواد الغذائية للمسلمين في شهر الصيام ، بينما تجارنا الفجار - عليهم من الله ما يستحقوا - يستغلون حاجة الناس في الشهر الفضيل ويتجردون من كل القيم الدينية والإنسانية ..!! ختاماً أيها التجار اعلموا أن الدنيا فانية وما عند الله خير وأبقى .. فرفقاً رفقاً بالمساكين والمعدمين ، وعليكم بمراعاة من تأخرت مرتباتهم وبالأخص العسكريين والأمنيين الذين يمثلون شريحة عريضة من المجتمع. زكريا محمد محسن