عندما تستوي مطمئنة بين أصابعك يداخلك الفرح .. مثل طفل فإذا ما استوطنت في فمك وأطبقت عليها شفتك فإن مهرجان البهجة والنشوة والخيال المحلق تعلن عن بدء سمرها والسهر هي ( حبة السيجار ) إصبعك ( السادسة ) .. ياصاح , شكلها جميل وفعلها قاتلَ قبيح , دلوعة .. وساحرة .. لكنها قاتلة مدمرة ..الجميع يتفق هنا .. وليس ثمة اختلاف أنها الصديق العدو , وأنها الأخ القاتل .. وأنها السمّ الناقع في المظهر الحسن .. حتى وأنت تتناولها من أقرب كشك وتدفع الثمن تجد هذا ( التحذير الصحي ) على صدر عبوتها : (التدخين سبب رئيسي لسرطان وأمراض الرئة وأمراض القلب والشرايين ) يالفرط ذكائها .. يالمنتهى شطارتها .. نتناولها ونحن نعلم خطرها علينا .. نُقبل عليها ( نُقََبِّلها ) بأفواهنا حباًً واشتياقاًً ثم هي تغرز سمها في أحشائنا .. تنهش فينا .. نموت لتحيا .. وتحيا لنموت .. نطفئ دواخلنا .. لتضيء مسرح الجريمة .. نمتصّ رحيقها .. وتمتص أرواحنا ..هي حبة السيجار .. تحتفل بموتنا , ونحتفل بحياتها..
من ذا الذي يملك أن يقول لها بملء فيه : قفي أيتها الساحرة الماكرة , أيتها الشريرة القاتلة .. لن يخدعنا مظهرك الساحر وقوامك الفاتن .. فأنت الموت في مظهر الحياة .. أنت الفناء في معركة البقاء..لن يخدعنا سمك المعسول أو عسلك المسموم .. تباًً لكِ .. تباًً لكِ .. الموت لك .. ولا أقلّّ من الموت حكماًً عادلاًً.. فهل أنتم فاعلون ..